يا جهنم رحبي!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

لولا ضعف نفوس البعض ما استطاع هؤلاء الاستمرار في عملهم الهدام يوما واحدا. فبالله عليكم، ما هو التصرف الذي كان علينا اتخاذه أمام كل عميل نجده في الشارع أو في جلسات المقيل؟! هؤلاء كانوا يحاولون أن يدخلوا العدو المحتل إلى مدننا ليفعلوا بنا ما يشاؤون! هؤلاء حاولوا أن يسلموا أرضنا للسعودي والإماراتي، وسعوا لبث الفرقة بيننا ليذبح بعضنا بعضاً، وسعوا لضرب الأمن والهدوء الذي نعيشه في مناطق سيطرة القوى الوطنية الخالية من وجود المحتلين فيها!
اعترافات خطيرة مخزية لأولئك العملاء الذين تم القبض عليهم في عملية "فأحبط أعمالهم"، وكل ما جاء فيها ينم عن إدراك هؤلاء لمدى دناءتهم وانحطاطهم وهم يسعون لتدمير مجتمعهم. لا شك في أنهم فعلوا ما فعلوه وهم مدركون تماما لما ينوون فعله، ويعرفون تماما ما هي النتائج المترتبة على هكذا أعمال شيطانية. كذب وتدليس وشر وخبث وراء كل عمل أوكل لهم، فاستجابوا لتحريض الأنذال وباعوا شرفهم وطعنوا شعبهم مقابل أموال مدنسة. فأي خسة وانحطاط وصل إليه هؤلاء؟!
ضباط ومدرسون وموظفون وإعلاميون لم يكفهم ما يشاهدونه من مذابح وجرائم وتجويع بحق شعبهم المظلوم، فانخرطوا في عمل دنيء لتدمير صمود الشعب، بعد أن عجز المحتل عن مقارعة اليمنيين الأشاوس في أكثر من أربعين جبهة. هؤلاء كانوا يعلمون ماذا سيحدث، فالعدوان وقوى الاحتلال قد رسموا لهم مخططاً تدميرياً للبلد، وكلفوهم بتنفيذه في أكثر من منطقة وموقف. لقد تعمدوا خيانة شعبهم. ونحن لا نطالب إلا بالعدالة في حقهم. وبالتأكيد محكمة العدالة الألهية لهم بالمرصاد.
السعودية تحاصرنا فيسعون في اتهام المحاصرين! السعودية تقصفنا فيسارعون في اتهام المقتولين! السعودية تهاجمنا فيتهمون المدافعين!... أي خبث وأي لؤم تربى عليه هؤلاء؟! حتى اللقطاء لا يمكن أن يصلوا إلى ما وصل إليه هؤلاء! وحتى الخيانة نفسها لا يمكن أن تفسر هذا السقوط الذي وصلوا إليه! ما من وصف يمكن أن يشرح جريمتهم بحق هذا الشعب الطيب الذي لم يصلهم منه إلا الخير والحب، هذا الشعب الذي احتمل الظلم والقهر والإذلال والفساد والخيانة لعقود من الزمن، فكان حرياً بهم أن يقفوا في صفه حتى ينال حريته واستقلاله ويسترد سيادته وعزته من براثن الأعداء الذين استعبدوه طوال تلك السنين.
لطالما كان النظام السعودي العدو الأول لليمن، فماذا استجد لكي يصدقه هؤلاء؟! لطالما سعى لاستعباد الشعب اليمني ونهب ثروته. لطالما سعى لذل وهوان كل يمني على مشهد ومرأى الجميع. لطالما تجنى وسعى في بث الفرقة والاقتتال بين أبناء اليمن، فماذا استجد لكي يسعى هؤلاء لتسليم رقاب اليمنيين لهذا النظام الصهيوني العميل؟! وكيف هان عليهم أن يصبحوا عملاء ضد أرضهم وشعبهم، خاصة بعد أن رأوا الأمل في حريتنا بتساقط نظام العمالة، وعجز تلك الجيوش والأسلحة على كسر اليمنيين؟! فلماذا؟! لو أنهم سكتوا فقط وخلوا بين الشعب اليمني وأعدائه! لو أنهم وقفوا متفرجين فقط بدل هذه الوضاعة والنهاية المخزية! لكنها نفوسهم الشيطانية التي أبت إلا أن يكونوا جديرين بلقب أحقر الكائنات على وجه الأرض. ويا جهنم رحبي!

أترك تعليقاً

التعليقات