أوراق كوتشينة!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
لأن المرتزقة حمقى ومجرمون، ولأن ذنوبهم أحاطت بهم حتى تحولوا إلى كائنات لا تعي ولا تعقل، ولأنهم ارتضوا أن يكونوا شهود زور وأحذية لمن يستعبدهم، ولأجل كل ما فعلوه طوال تاريخهم النتن، كان لا بد أن تكون خاتمتهم حقيرة كضمائرهم النجسة؛ مجرد أضاحي رخيصة على مذبح الخيانة!
عندما يتكلم المرتزقة مع أبناء الشعب تجدهم يتفجرون غطرسة وسفهاً، ولا نلبث طويلاً حتى يأتي أحقر ضابط سعودي ليجرجرهم من تلابيبهم، ويمسح بكرامتهم بلاط الفندق الذي ينزلون فيه. بعضهم تم صفعه في العلن، والكثيرون منهم صُفعوا في الخفاء. بعضهم تم أخذ نسائهم رهائن، وبعضهم تم توثيق فضائحهم وحفظها لحين الحاجة لابتزازهم بها. وهذا بجانب ما نسمعه من تقريع وإهانات وتهديد على وسائل الإعلام من كل حدب وصوب!
مسلسل الهوان مستمر، وهاهم يذبحون بعضهم مجددا، بينما كفيلهم السعودي أو الإماراتي يشاهد ويضحك من وضاعتهم. كل واحد منهم يحاول أن يبذل أقصى جهده حتى يلفت نظر الضابط السعودي المتطلب، وكلما خفّت المعارك بينهم قليلاً فإن هذا الضابط يأمر فريقاً بذبح الفريق الآخر! فتارة يكون الإخوان هم الشرعية، وتارة أخرى يكون الانتقالي هو الشرعية، وأخرى يصبح العفافيش هم الشرعية... إلخ، وكل شرذمة تتناوب بين قاتل ومقتول، وكأنَّ العدوان يلعب بهم كأوراق كوتشينة!
هذه المسرحيات الدموية لن تتوقف طالما بقيت نقطة دم واحدة لم تُرَق، ولن ينجو أحد منهم، والنظام السعودي لم يُخفِ يوماً حقده على كل ما هو يمني، وأنا أجزم أيضاً أن المرتزقة يعلمون جيداً بنوايا المحتلين، ولكنهم لا يملكون من أمرهم شيئاً، وإلا لكانوا انتفعوا بالعبر والمواقف التي يشاهدونها كل يوم بوضوح أكثر!
هم عبيد، والعبيد لا يستطيعون التفكير، وثمنهم البخس تم دفعه من جزء صغير من ثروات بلادنا، وهؤلاء العبيد قدموا أنفسهم قرابين للذبح لكي ينهبوا هذه الثروات التي ينهبها من اشتراهم ويدفع ثمنهم من هذه الثروات!! لصوص يحاولون نهب لصوص، وظلمات بعضها فوق بعض، وما هم بخارجين منها أبداً!
لقد استحبوا الهوان على الإباء، والرق على الحرية، والذل على الكرامة، ولذا فلا فائدة من محاولة ردهم عما هم فيه؛ لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون.

أترك تعليقاً

التعليقات