دنبوعان متطابقان
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
كم أتمنى أن أعرف ما هو الفرق بين «الدنبوع» و»العليمي»! الاثنان يعانيان من داء عضال في المخ يتسبب لهما بالبلاهة وعدم الفهم، وكلاهما -كما يبدو- لا يصحو إلا ساعة أو ساعتين في اليوم ويقوم خلالهما بعمل لا شيء تقريباً! وطالما والحال هكذا، فما يوجع قلبي حقا هو محاولة معرفة لماذا قام الاحتلال بوضع بليد مكان بليد آخر!
على الأقل فالدنبوع كان يشتم فيه المرتزقة روائح الماضي الفاسد الذي يحنّون إليه، أكثر من «رشاد» الذي لا نصيب له من اسمه، و»عبد ربو» كما رأينا ينطبق عليه تماما المثل القائل: «جني تعرفه ولا إنسي لا تعرفه». كما أننا لم نسمع يوما أنه قال للنظام السعودي غير كلمة: «طال عومرك»، وإن كانت مخارج الحروف لديه معطوبة، إلا أنه كان ما يزال يعمل، وكان بمقدورهم أن يجعلوه يتنازل عن المزيد من المحافظات والثروات بكل بساطة بمجرد أن يأمروه فقط؛ فلماذا؟!
كلما بحثت عن الأسباب دار رأسي من كثرة التفكير، فأقلب بصري بين الصورتين، فلا أجد هناك أي اختلاف، فهما أصلعان بليدان، وذريتهما مجموعة من اللصوص أيضا، بل إننا نستطيع أن نقول بضمير مرتاح إنهما دنبوعان متطابقان!! فلماذا تجشم الاحتلال عناء التبديل بينهما؟! لا بد أن هناك شيئاً لا نعرفه!
الفارق بين الدنبوعين هو أن «عبد ربو» قد اعتاد حياة الفندق، بل ويستمتع بكل لحظة فيه أثناء صحوه، بينما العليمي لم يفهم الدور المناط به بعد، فيسافر إلى السعودية لحضور مؤتمر عن اليمن ويتفاجأ بأنه غير مدعو، ثم يذهب للإمارات ويقبع في الفندق مدة أسبوع دون أن يحظى بدقائق مع أي شيخ، لم يفهم أن دوره لا يتعدى منصب «دنبوع» لا فائدة منه سوى شهادة الزور التي يقدمها فقط، وليترك المحتلين يقررون ويفعلون الباقي كما يشاؤون.
تخيلوا أن الدنبوع المخلوع الذي لا قيمة له، هناك ما هو أقل قيمة منه (العليمي)! هذا ما يجعلنا نعرف لماذا تم اختياره، خاصة وفضائحه وعائلته المالية ما تزال تظهر بين الفينة والأخرى، وما خفي أوسخ! ولن نستغرب لو اكتشفنا بعد مدة أنه كان عند حسن ظن الاحتلال، وقدم لهم ما لم يكن يخطر ببال «هولاكو» نفسه، ومع الأيام سنكتشف أن المحتلين حصلوا منه على وثائق باع من خلالها اليمن وأهله لآلاف السنين!

أترك تعليقاً

التعليقات