مرضى عقول
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

اتضحت الصورة للجميع عندما قامت طائرات العدوان برمي مواد ملوثة في بعض المناطق اليمنية الحرة والمحاصرة. ولا يساورني شك في أن كل المجتمع اليمني باختلاف توجهاتهم باتوا متيقنين من شر النظام السعودي الذي أراد -كعادته- أن يتفنن في قتل اليمنيين عبر نشر هذا الوباء الذي لم يصل بعد لبلدنا بفضل الله، حتى أني قرأت كتابات لبعض المرتزقة تستغرب هذا العداء الفاضح، وهذا الفعل الشرير الذي لا يراعي أبسط القوانين والأعراف! فهؤلاء بالتأكيد لديهم عائلات وأقارب يعيشون في أمن وسلامة في المناطق الحرة التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية.
لكن ما أثار اشمئزازي هو كلام أحد معارفي الذي أكد لي أن أخاه -ذي الميول إياها- قال له إن السعودية اضطرت لهذا الفعل لأن أنصار الله منعوها من إرسال المساعدات لليمن! وأن السعودية -مشكورة- قد أرسلت مساعدات لعدة دول أخرى!
طبعا أنا لن أخبركم ماذا قلت له ردا على هذا الكلام الفارغ، حياء مما قلته في لحظة غضب، ولكن يمكن لأي واحد منكم أن يتخيل ردة الفعل على هكذا انحطاط وانبطاح وجنون وحقارة ووضاعة… الخ! أسألكم بالله ماذا حصل لهؤلاء؟! فليخبرني أحدكم ماذا حدث لكي يصل إنسان ما إلى هذه الدرجة من الغباء واللؤم؟! أي جنون بل أي لعنة حلت بهؤلاء؟! هل وصلت بهم الدناءة والحقد أن يبرر جريمة بهذا الوضوح والشناعة بعذر أقل ما يقال عنه إنه دنيء وحقير؟! لقد صار جليا بالنسبة لنا أن هؤلاء لا يمكن إلا أن يكونوا يهودا يعيشون بيننا، بل إن اليهودي قد يعجز أمام غباء ودناءة هذه العقول المريضة الموبوءة!
طبعا لا داعي لتفنيد هذه الادعاءات، فالأمر واضح وجلي حتى لطفل صغير يعرف أننا لسنا بحاجة لهذه الطرود الموبوءة، خاصة ونحن ولله الحمد من الدول التي جنبنا الله هذه الجائحة العالمية. ورغم أن العدوان قد قام بتدمير المستشفيات والمراكز الصحية، حتى تلك التي تتبع المنظمات الدولية، ويمنع وصول التجهيزات والأدوية إلى بلدنا، إلا أننا واثقون بأن الله سيساعدنا، وشعبنا أثبت في تجارب سابقة أننا شعب واعٍ ويتحلى بثقافة إسلامية صحيحة تجعله يتصرف بطريقة جنبتنا الكثير من المؤامرات.
أقترح هنا أن يتم الاحتفاظ بصندوق واحد من هذه "المساعدات"، وأن يخصص مكان ملائم لاستقبال هؤلاء الخونة فيه، ووضع هذه المساعدات بين أيديهم لتجربتها، وعندها فقط سنعرف مقدار ثقتهم بما يقولونه، أو فليخرسوا للأبد، فشعبنا ليس بحاجة لرأيهم ولا يشرفه أن يكون من ضمن أبنائه أشخاص على هذا المستوى من انعدام الشرف والأخلاق. شعبنا صامد رغم كل التحديات، وسيخرج من هذه المؤامرات رافعا رأسه، وسيبني مستقبله بنفسه مستعينا بالله. ولهؤلاء أكرر أن يتقوا الله في أنفسهم وفي أهاليهم، فاليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل. لقد ولى زمان الخضوع والانبطاح والعمالة إلى غير رجعة، فلا تحلموا بعكس ذلك. والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات