من قال هذا الكلام؟!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / #لا_ميديا -

هناك بعض الناس -وهم متواجدون بيننا للأسف- يرضى بكونه مطية لمن يعتدي علينا، وحيثما حل يروج ثقافته الانبطاحية، معللا كلامه المائع بأنه حريص على مصلحة الناس والوطن! وأقسم لكم إن هؤلاء الذين أصبح الواحد منا يعرفهم بسيماهم هم أكثر الناس أنانية وجشعا وفسادا، ويمكن لأي واحد منا -على سبيل التجربة- أن يتتبع ماضي أحدهم ليكتشف من أي شاكلة هم، بل إنك ستندهش من سوء أخلاقهم حتى مع جيرانهم وأهليهم.. هؤلاء مجرد أبواق تردد أسطوانة مشروخة معروفة المصدر، ويجب اتخاذ إجراءات ضدهم، لأن دورهم الهدام يستغل مناخ الحرية بشكل يؤذي صمود المجتمع، ولو من باب أننا في حرب وهم طابور خامس للعدوان.
أكثر المواضيع التي يستخدمها هؤلاء هي المواضيع الاقتصادية الراهنة والعنصرية المقيتة والتشنيع بالمجاهدين. المشكلة أنهم لا يكلون مدفوعين بحقدهم لأنهم خسروا مصدر تكسبهم غير المشروع الذي كان يمنحه من لا يملك لمن لا يستحق، أو خسروا مناصبهم التي كانوا بواسطتها يتكبرون على الناس ويذلونهم، أو أنهم ربما وجدوا أنفسهم في وضع البائس لأنهم لم يكونوا مع هؤلاء ولا أولئك، بعد أن اتخذوا موقع الخذلان والقعود متمنين أن يحصلوا على كل شيء دون فعل شيء!
كل واحد من هؤلاء نصب نفسه مدعيا اشتراكيا، فتسمعهم يرددون دائما: من أين لك هذا؟! وأنا أسأل فقط: أين كان هؤلاء منذ عقود ليسألوا اللصوص الحقيقيين من أين لكم هذا؟! أيام كان النفط مسفوحاً لناهبه، وكانت الضرائب والجمارك والزكاة والإيرادات الأخرى تقسم بين العصابات ولا يصل إلا أقل القليل لمن يستحق، وأيام كانت المشاريع محتكرة ولا تمنح إلا لمن هم من الشلة، وأيام كانت المشاريع تعطى لابن فلان وابن علان... أين هم في تلك الفترة؟! اليوم نحن نعاني من فقدان كل الموارد التي أصبح المرتزقة يسيطرون على أكثر من 90% منها، وما بقي بأيدينا يتم توجيه معظمه لصد العدوان عن البلد والشعب والحفاظ على ما أمكن من المؤسسات والدوائر الحكومية، والإنجاز واضح لكل من يرى بعين العدل والحقيقة.
أما عن كلامهم السيئ والهدام فحدث ولا حرج، فهم يتهمون الطرف المقاوم بأبشع التهم في حين أن كلامهم يتناقض تماما مع النزاهة التي يدعونها. يدعون الوطنية وهم في نفس الوقت يقفون مع من يريد تدمير ونهب الوطن، ويتحدثون عن المساواة في حين أنهم أكثر الناس عنصرية ضد الناس، فهذا هاشمي وهذا تعزي وهذا جنوبي وهذا لا أصل له… الخ! ويتحدثون عن الحقوق والحريات وهم قمعيون لا يقبلون من يخالف رأيهم ورغبتهم، ولم يثبت أي واحد منهم أنه يمكن أن يفعل شيئا في موقف حق، بل وتراهم جريئين في خيانة الآخرين واستباحة أموالهم وأعراضهم، ولو تركوا ليفعلوا ما يريدون فلن يتوانوا عن فعل المنكر بل والأمر به!
لقد شاهدت الكثير من هؤلاء معدومي المروءة يتلونون بألف لون خلال فترة وجيزة وفق المصلحة والموقف، وبحسب التعبير الدارج فهم أصحاب "الشرائح المتعددة"، ولعل خير وصف لهم أنهم "منافقون"، وبالبحث عن أي صفة في القرآن عن صفات المنافقين سنجدها تنطبق عليهم تماما. فإلى متى وهؤلاء يهيمون بيننا دون رادع؟! نحن في أوج العدوان على بلدنا وشعبنا وما زلنا نشعر بالحرج من إعلان حالة طوارئ مستحقة أو القيام بإجراءات ضد كل من تسول له نفسه بث الكذب والإشاعات بين الناس! ولكي لا يتم إساءة ما أرمي له فالمقصود أن يتم تفعيل القانون فقط على الجميع، ويوجد في القانون الكثير من النصوص القانونية التي تكفل أن يستقر الوضع ويستتب الأمن والاستقرار ويتوقف هؤلاء عند حدهم لكي لا يصل شرهم إلى الآخرين. فمن قال إن القانون يبيح لك الكذب والتضليل في أوساط المجتمع دون أي رد، واعتبار هذا التصرف تصرفا منطقيا وحكيما؟! من قال هذا الكلام؟!

أترك تعليقاً

التعليقات