يقتلون أطفالكم
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

النظام السعودي يتفنن في قتل اليمنيين كما هي عادته منذ نشوء هذا النظام الشيطاني على أيدي المخابرات البريطانية في بدايات القرن الماضي، مجازر واعتداءات واغتيالات ونهب للأراضي والثروات، وهناك طالما دارت المؤامرات على الأمة بأكملها حتى صارت السعودية مركزا للشر والتوتر في المنطقة بأكملها، ودورها في التآمر على المقدسات الإسلامية اتسم في بدايته بالسرية وتحت عباءة الوهابية الشاذة التي حاربت الجميع دون استثناء، أما مؤخراً فقد كشف النظام السعودي الشيطاني عن حقيقته، وأصبح التوجه نحو الكيان الصهيوني علنياً تمهيدا لتسليم قبلة المسلمين إلى أيدي أعداء الأمة.
وكدأب آل فرعون، لم يدخر هذا النظام المتصهين أية وسيلة لاإنسانية بحق اليمن واليمنيين، وها هو يستخدم الأطفال كمتاريس لحماية الحدود ليكونوا في خط المواجهة ضد أبناء بلدهم، مستغلاً ظروفهم المادية السيئة التي كان هو السبب الرئيسي فيها. لقد عمل النظام السعودي من خلال بعض العملاء كالغشمي وعفاش، لترسيخ وضع سيئ في اليمن ليتسنى له أن يستعبد اليمنيين الذين كان يرى أنهم لا بد أن يظلوا عبيدا له ليضمن سيطرته على باقي المنطقة، وكان أن توافقت عقدته هذه مع العقدة لدى أمريكا وإسرائيل ليمتد تعاونهم لعقود خوفاً ممن قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهم إنهم أهل الحكمة والإيمان.
كانت الجناية كبيرة بحق اليمن ككل، ولكنها أقرب ما تكون للمأساة عندما يكون الطرف الخاسر فيها مجرد أطفال، فبعد فضيحة استغلال النظام السعودي لأطفال السودان، تأتي فضيحة أخرى كانت قد ظهرت سابقاً، وها هي تتكرر في حق أطفال اليمن.. 64 طفلاً تمت استعادتهم من الحدود الشمالية لليمن كانوا في مواجهة أبناء شعبهم. لقد بلغ الجبن والانحطاط بهذا النظام أن يعمل على استخدام أطفال اليمن كدروع لحماية جنوده الرعاديد! الذين يلبسون الحفاظات قبل أية مواجهة مع بأس رجال اليمن في الحدود، وها هم يستخدمون أطفال اليمن للذود عنهم!
هذه ليست الجريمة الأولى في حق أطفال اليمن، فقد قام هذا النظام الجبان باستهداف الأطفال عبر طائراته من قبل، وقصف المدارس والمنازل والمستشفيات وحتى مراكز المعاقين والحافلات، وما قيام الجيش واللجان الشعبية بتسليم الدفعة الأخيرة من الأطفال إلى المنظمة الدولية إلا من باب توثيق هذه الجريمة وإقامة الحجة على هذه المنظمات، وهؤلاء الأطفال لا بد أن يعودوا لمدارسهم وحياتهم الطبيعية في ظل رعاية أهاليهم الذين سيسمعون ما لا يصدق عما حصل لأبنائهم على أيدي هذا النظام المنحط، سيسمعون كيف تم تهريبهم واستغلالهم ومعاملتهم قبل أن يعودوا لبلدهم وشعبهم، وهم يحتاجون للرعاية والاهتمام الذي قد يمتد لسنوات حتى ينسوا تجربتهم الأليمة.
نحمد الله على سلامتهم، ونتمنى أن ينال أهاليهم جزاء تفريطهم بهم وعدم قيامهم بواجبهم، مع أخذ تعهدات منهم بعدم تكرار خطئهم بحق أطفالهم. أما أولئك السماسرة معدومو الضمير الذين سلموا أطفالاً من أبناء شعبهم إلى أيدي الغزاة، فلا بد أن يلاحقوا في أية منطقة في العالم كانوا، لا بد من القبض عليهم لينالوا عقابهم الذي يستحقون، وأنا كيمني أطالب حكومة بلدي بأن تستثنيهم من أي عفو أو تسوية لفظيع ما فعلوه، فهؤلاء قاموا بتدمير حاضر ومستقبل أطفالنا، وهم بهذا العمل الإجرامي قد أثّروا بشكل أو آخر على مستقبل اليمن ككل.

أترك تعليقاً

التعليقات