صفعتان بدل واحدة!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / #لا_ميديا -

اتضحت المعالم الرئيسية لما كان يتم تدبيره، وأعلنت وزارة الداخلية عن عملية إحباط مخطط استخباراتي دنيء كان يستهدف إجهاض فرحة الشعب بفشل كل مخططات العدوان لاحتلال اليمن. العملية أكدت أن كيد الشيطان ضعيف أمام الإيمان الراسخ الذي يتمتع به شعبنا، فهناك انتصارات مستحقة في الجبهات تشفي الصدور، كما أن الأبطال أرادوا أن تستمر أفراحنا بالانتصارات عندما أعلنوا عن إفشال المخطط الذي كان يستهدف الجبهة الداخلية.. وبهذا فقد تلقى العدوان صفعتين بدل واحدة، الأولى في نهم "البنيان المرصوص"، والأخرى "فأحبط أعمالهم" في الداخل.
كعادة النظام الأمريكي الذي يملك أساليب شيطانية غاية في التعقيد، ومنها تجربته الجديدة التي استخدمها في عدة بلدان بغية إحداث ثغرة ليدخل من خلالها مستغلا حالة الفوضى، وهذا المخطط هو ما أطلقت عليه كونداليزا رايس يوما "الفوضى الخلاقة".
مع فشل النظامين السعودي والإماراتي في تحقيق ما عجزت عنه الولايات المتحدة في المنطقة، كان لا بد أن يتم تدمير تلك الدول التي تحتضن أية مقاومة للمخطط الصهيوني الأمريكي، فقامت اضطرابات مدروسة في عدة مناطق هدفها الإتيان بأنظمة متواطئة لتمرير أخطر مخطط يستهدف الشعوب العربية والإسلامية ومقدساتها ومستقبلها، وهذا المخطط الذي أطلق عليه "صفقة القرن"، والذي أعطى الأدوات مدة 4 سنوات لتحقيق خضوع كامل لما جاء فيه، حيث توقعوا أن يقابل بمعارضة ضعيفة في الدول التي تحكمها أنظمة عميلة، كما توقعوا صعوبات لتقبل المخطط في دول أخرى؛ لذلك كان يجب أن يتم نشر الفوضى فيها لتمكين العملاء من حكم هذه الدول.
طبعا فشل المخطط في بعض الدول، ولكنه كان لايزال تحت الإعداد في اليمن نظرا للوعي المتزايد في هذا البلد، وصعوبة تحرك العملاء بين أوساط الشعب، وقد قام العملاء لسنوات باستغلال الحالة الاقتصادية الصعبة التي سببها العدوان وأدواته، لبث أكاذيبهم وإشاعاتهم التي حاولوا بها تدمير صمود الجبهة الداخلية لتخفيف العبء الذي أثقل كاهلهم وكاد يقصم ظهورهم في الجبهات العسكرية. كما قام هؤلاء العملاء بعملية تدمير ممنهجة ومستمرة لعمل المؤسسات الحكومية، مستغلين حالة التسامح التي لم تقصهم من مناصبهم، وبدلا من استغلال الفرصة لفتح صفحة جديدة قام هؤلاء بخيانة الأمانة وخيانة شعبهم ووطنهم، ومدوا أيديهم النجسة لأعداء بلدهم وشعبهم ليمهدوا الطريق لاحتلال اليمن واستعباد اليمنيين!
وكان موقف شعبنا الحر هو أكبر وأهم موقف عبر فيه المسلمون عن رفضهم لصفقة ترامب وارتباطهم بفلسطين والقدس، في مشهد أثار حفيظة العملاء وجعلهم يقررون أن يشنوا هجوما ينهي هذا الصوت الحر إلى الأبد، ولكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر وتحول الهجوم إلى سقوط مدو بات يهدد المرتزقة في أهم معاقلهم.. وكان أن وصلت تداعيات تلك الهزيمة إلى حالة إرباك لدى خلايا العدوان في الداخل لتنكشف أكثر وتسقط، ومع سقوطها يتضح مدى خيانتهم لدينهم وشعبهم.
اليمن بات الجبهة الأصلب والأقوى والتي تحطمت عليها كل أوهام العدوان الأمريكي السعودي، كيف لا وهذا الشعب يملك موروثا عظيما من القيم والمبادئ يؤهله ليقود الأمة للتخلص من براثن الاستعمار وأدواته، وما هذا الصمود أمام العدوان الأكبر الذي استهدفنا ثم ما تلاه من التحول من الدفاع إلى الهجوم إلا مقدمات لسقوط الهيمنة على البلد والمنطقة.
يجب علينا أن نلتف حول الحق والعدل والقيم، وننبذ كل أشكال الضعف والخيانة والشر من أية جهة كانت، وكشعب واحد نتحرك في أهم مرحلة في تاريخنا لننعم بعد النصر الذي بدأت تلوح بشائره بالخير والعزة والحرية والسيادة.

أترك تعليقاً

التعليقات