حقائق واقعية في كلام الله سبحانه وتعالى
 

طه أبكر

الشيخ طه أبكر / لا ميديا -
{وَاللهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللهِ نَصِيراً} (الآية 45 من سورة النساء).
من منطلق أن الله بكل شيء عليم، فإن الله قد ذكر طوائف من الناس، فهم الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون والذين أشركوا والمجوس، يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (الآية 17 من سورة الحج).
ثم حذرنا الله من موالاة اليهود والنصارى، وأخبرنا بأن هناك من يسارع فيهم من أدعياء الإيمان، وهذا الواقع، وذلك في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53)} (سورة المائدة).
كما ذكر الله لنا أن اليهود والذين أشركوا هم الأشد عداوة للذين آمنوا، وهذا الواقع، فلسنا نجد اليوم من هو أشد عداوة من اليهود في فلسطين خاصة وفي العالم عامة، وكذلك الذين أشركوا، وذلك في قوله: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} (الآية 82 من سورة المائدة).
وذكر الله لنا أن أقرب الناس مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، وهذا الواقع، وكما هو معلوم لم يقل النصارى وإنما قال: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى}، فقد نجد عدالة عند المنتسبين للنصارى ولكننا لا نجدها عند اليهود والذين أشركوا.
لم يذكر الله تحذيرات بخصوص المجوس والصابئة، كأنه لعلم الله أنه لن يكون هناك صراع دائم بين المؤمنين والمجوس أو الصابئين، وأنهم لن يكون لهم تأثير على المسيرة الإيمانية، وهذا الواقع.
لا يمكن أن يُقال إنه لم يذكر الصابئين في العداوة، لأنهم كانوا قلة، فإن كانوا ذلك الوقت كذلك فلا يخفى أن المجوس كانوا دولة، ولكنه لم يذكرهم في مقام العداوة، ولا يمكن أن يُقال إن المجوس هم الذين أشركوا وقد ذكرهم الله سبحانه وتعالى طائفتين مفترقتين ومختلفتين.
يذكر الله لنا أن اليهود والنصارى يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ولسنا نجد في الواقع من يحارب النبي وما أنزل إليه، مثل اليهود والنصارى، وذلك في قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32)} (سورة التوبة).
ومع أن الشيوعية الإلحادية في يوم من الأيام كانت تعادي المسلمين بشكل كبير وكانت قوة هائلة، ولكنها انتهت وتهاوت، وظل اليهود والذين أشركوا والنصارى، ومن قبلها المغول وقد انتهوا من قبل وظل أولئك تحت تلك العناوين.
وذكر الله سبحانه وتعالى المنافقين وقال عنهم: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (الآية 4 من سورة المنافقون).
وذكر لنا منهم في قوله: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعاً (139)} (سورة النساء).
والخلاصة من هذا الحديث أن نعلم أن الله بكل شيء عليم، وأن الله قد ذكر واقعنا، فذلك من آيات الله التي تزيد المؤمن إيماناً، ثم علينا أن نسلم لله سبحانه وتعالى ونلتزم بتوجيهاته، ففي ذلك طريق العزة والكرامة.

أترك تعليقاً

التعليقات