تاء «رحمة الله» المربوطة والمفتوحة
 

طه أبكر

الشيخ طه أبكر / لا ميديا -
"رحمت الله"، "رحمت ربك"، بالتاء المفتوحة هكذا ليس خطأ إملائيا كما هو شائع، بل لها معنى عظيم، فهي تعني بالمراد الإلهي حيثما وردت "رحمت الله" أو "رحمت ربك" تعني "مقام الله تعالى وحضرة ربك وجنابه تبارك وتعالى وجواره وما فيه من وعود الرحمة وبشاراتها في كتابه الكريم".
وقد فتحها الله جل جلاله لمن يشاء أن ينالها، فكتبها النبي الكريم مفتوحة هكذا. 
انظر إلى ذلك المعنى العظيم من كتاب الله الكريم. قال الله جل جلاله: "إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم".
وقال عز سلطانه وجل جلاله: "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين".
وقال الله سبحانه العظيم: "قالوا أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد".
وقال جل شأنه تبارك وتعالى: "كهيعص، ذكر رحمت ربك عبده زكريا"، فهذا الله تعالى بمقامه العظيم يذكر عبده زكريا عليه السلام.
وقال الله مولانا العظيم: "فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير".
فانظر إلى مقام الله ذي المقام العظيم كيف يحييها بعد موتها.
وقال جل جلاله وتعالى جده وجنابه: "وقالوا لولا نُزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون".
فهي وعود الرحمة وبشاراتها التي عند ربك ذي المقام العظيم..
وأما "رحمة الله" و"رحمة ربك" بالتاء المربوطة هكذا فهي بالمقصود الإلهي رضى الله جل شأنه المؤهِّلة لدخول الجنة، وذلك الرضا مرتبط باتباع مصدرها الواحد الحق المنحصر في رسوله العظيم وكتابه الكريم، ولذلك جاءت مربوطة.
فهي بالمقصود الإلهي تعني "جنة النعيم والرسول الرحيم والكتاب الكريم" شيء واحد أصله "رضى الله تبارك وتعالى"، ثلاث مفردات لا تنفصل وكل مفردة تستلزم الأخرى وتؤدي إليها.
وهناك أكثر من 72 موضعاً في كتاب الله الكريم لا تخرج فيه رحمة الله عن هذا المقصود الإلهي العظيم.
قال الله جل جلاله: "أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون".
وقال سبحانه وتعالى: "وأما الذين ابيضّت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون".
وقوله سبحانه وجل شأنه: "فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك".
وقوله سبحانه وعز سلطانه: "يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون". وقوله تعالى "هو" في هذه الآية الكريمة للدلالة على أنها شيء واحد مترابط (جنة النعيم ورسوله الرحيم وكتابه الكريم).
فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا.

أترك تعليقاً

التعليقات