فقدان القيمة
- طه أبكر السبت , 10 يـولـيـو , 2021 الساعة 8:35:04 PM
- 0 تعليقات
الشيخ طه أبكر / لا ميديا -
تحت هذا العنوان نتطرق للحديث عن جواب سؤال: ما الذي تفقده الإنسانية؟!
وإن أهم ما تفقده البشرية اليوم هو المذكور في قول الله سبحانه وتعالى: "وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَـمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (سورة النحل).
ففي هذه الآية تلخيص لما تكون به كرامة الإنسان كفرد وكرامة الناس كأمة واحدة.
وإن المستضعفين في الأرض بحاجة إلى مقومات ذاتية لتحقيق النهضة أكثر من حاجتهم إلى المقومات المادية، فإن المادة لن تكون لها قيمة ما لم يكن للإنسان قيمة، وإن قيمة الناس في المقومات الذاتية التي جعلها الله سبحانه وتعالى لهم، وهي السمع والبصر والفؤاد.
وإننا إذا تكلمنا عن هذه المقومات فلسنا نتحدث عن الوسائل بقدر ما نتحدث عن الغايات، فإن الأذن وسيلة والسمع غاية، والعين وسيلة والبصر غاية، والقلب وسيلة والفؤاد غاية.
ومن وجدت لديه الوسيلة ولم تتحقق له الغاية فإن وجودها وعدمها سواء، وكم في البشرية اليوم من له أذن ولكن لا يسمع، وله عين ولكن لا يبصر، وله قلب ولكن لا يفقه ولا يعقل.
ومن كانت هذه صفته فإنه فاقد للقيمة الحقيقية، ولهذا فإن هؤلاء والأنعام سواء بل هم أضل.
وهذه نصيحة لنفسي ولبني الإنسان أن يخرجوا من كل القيود التي تمنعهم عن السمع والبصر والعقل.
فنحن بحاجة اليوم إلى الأذن الواعية والعين المدققة والعقل الجامع والفقه العميق والشعور الحي، وما لم نملك هذا فلن تتحقق لنا وللبشرية نهضة حقيقية واقعية، ولن تكون النهضة عند ذلك إلا شعارات جوفاء وأسماء بلا معان وعناوين بلا مضامين.
إن السمع لا يعني الشعور بالأصوات، بل يعني الوعي بما تفيده. وإن البصر لا يعني التمييز للصور، بل يعني إدراك ما وراء ذلك. وأن الفؤاد لا يعني الحماسة، بل يعني الشعور الناتج عن عقل جامع، وهو ما يطلق عليه الاستقراء، وعن فقه عميق، وهو ما يطلق عليه الاستنباط.
ومن هذا نعلم: عظمة كلام الله وعظمة الثقافة الربانية والمعارف الإلهية والعلوم اللدنية والتي يتحقق بها من كان متجرداً عن القيود والأطر التي يضعها الأحبار والرهبان في كل أمة.
إن الله جعل لنا سمعا وبصرا وفؤادا لكي نعلم فنقوم بتحقيق مبدأ الشكر، وإن فقدنا السمع والبصر والفؤاد فقدنا العلم، ولن نستطيع بل نعجز كل العجز عن القيام بواجب الشكر.
المصدر طه أبكر
زيارة جميع مقالات: طه أبكر