الانتصار الخفي
 

طه أبكر

الشيخ طه أبكر / لا ميديا -
يقول العلامة أبو الحسن الندوي في كتابة "مسيرة الحياة" (ص 67): "ومن الحقائق التاريخية أيضا أن اللورد كرزن، رئيس الوفد البريطاني في مؤتمر توران، كان قد تقدم بأربعة شروط للاعتراف بتركيا:
1 ـ القضاء على الخلافة الإسلامية.
2 ـ جلاء خليفة المسلمين.
3 ـ مصادرة جميع أملاكه وعقاراته.
4 ـ إعلان الدولة العلمانية (اللادينية)".
فإذا كان الاعتراف بتركيا لم يتم إلا بتلك الشروط، فما هي الشروط التي طلبتها بريطانيا من عبدالعزيز بن سعود للاعتراف بدولته، أم أن بريطانيا لم يكن لها أي شروط مقابل ذلك الاعتراف؟!
وإذا كانت الحضارة الغربية تكن العداوة للإسلام وللمسلمين وللعرب والعروبة، كما هو معلوم لكل ذي عينين، فلماذا تمت المسارعة لتأييد عبدالعزيز بن سعود إن كانت أوروبا تراه عربيا مسلما يريد صلاح المسلمين والعرب كما يقال؟!
لماذا السني يقف ويبحث ليأتي بألف سؤال عن قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا يقف ليسأل ولو سؤالا واحدا عن قيام المملكة السعودية؟!
وإن كانت الحضارة الغربية رأت أن تضرب بعض الدول الإسلامية والعربية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، فلماذا سمحت بقيام تلك الدول من البداية؟!
إن الذي يقف ليسأل عن العلة في سبب كون دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية يلتزم بالمذهب الإمامي الإثناعشري الجعفري أفلا ينظر لمذهب الأغلبية للشعب الإيراني؟!
إن الذي يسأل عن حقوق الأقليات السنية والعربية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية أفلا يسأل مع ذلك عن دور تلك الأقليات في حرب إيران مع العراق، لاسيما وأن شرعية تلك الحرب كانت تعتمد على الانتماء القومي في العراق ومصر والانتماء الطائفي في الخليج، ولا يخفى على باحث ما للانتماءات الثقافية من الدور في حركة الإنسان وتوجهاته!

أترك تعليقاً

التعليقات