الندية والتبعية
 

طه أبكر

الشيخ طه أبكر / لا ميديا -
في هذه المقالة نناقش بكل وضوح كيف تكون العلاقات بين الأحرار الشرفاء، القائمة على الندية، وعلاقات الأتباع والأدوات القائمة على التبعية.
والداعي لهذه المقالة ما يصدعنا به عملاء الغرب وعبيد الأمريكان بين كل حينٍ وآخر عن علاقة الشعب اليمني بالجمهورية الإسلامية الإيرانية.
فنقول في بداية المقال:
إن العلاقات الندية تقوم على حاجة طرفي العلاقة بعضهم لبعض.
وإن علاقات التبعية والعمالة تقوم على تصور حاجة طرفي العلاقة إلى الطرف الثاني في بقائه واستمراره.
فعلى سبيل المثال:
فإن بني سعود يرون أنهم لا يستطيعون البقاء والاستمرار في تسلطهم وطغيانهم في بلاد الحرمين والحجاز ونجد إلا بالدعم الغربي عموما والدعم الأمريكي خصوصا، فكما هو معلوم أن عبدالعزيز كان خاضعا للأجندة الغربية منذ سعيه للسيطرة حتى تمكنه واعترافهم به وما تلا ذلك من الأحداث.
والغرب يرى أن بني سعود بحاجة إليهم، وأنهم لن يستمروا في الحكم لمدة أسبوعين لو تخلى عنهم، وما كانت تصريحات ترامب إلا من هذه الرؤية.
فعلاقة بني سعود مع الغرب قائمة على تبعيتهم وخضوعهم للغرب، وتلك هي التبعية والعمالة.
ولكن إذا جئنا إلى النظر في مثال آخر:
فإن علاقة الشعب اليمني مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية منطلقة من أن كلا طرفي العلاقة محتاج للآخر، لأن كلا الشعبين يعيشان الاستضعاف ويسعى إلى الاستقلال من النظام العالمي القائم على الاستغلال، والعلاقة هنا علاقة ندية، وهي علاقة الأحرار والشرفاء بعضهم ببعض، لا كعلاقة الأتباع والعملاء بعضهم ببعض.
فإن فهمنا كشعب يمني هذه النقطة فما علينا من دعاوى المرجفين والخونة والمرتزقة والمنبطحين.
فنحن شعب حر كريم راشد لا يحتاج إلى الوصاية الخارجية التي تحدد له بمن يرتبط وعمن ينفصل.
فعلاقتنا مع إيران أو مع غيرها علاقة الناس بعضهم ببعض، العلاقة التي تفرضها الفطرة الصحيحة والتوجيهات الحكيمة، وتلك سنة الله في تسخير الخلق بعضهم لبعض.
ولكن علاقة بني سعود وأنظمة العمالة في الدول العربية والإسلامية والعالمية هي علاقة المستكبرين بالضعفاء من كل أمة من الأمم، وهي علاقة تخالف الفطرة الطبيعية والتوجيهات الصحيحة.
وفي الختام نقول إن مصلحة الشعب اليمني أن يكون مع إخوانه في محور المقامة، عرباً كانوا أو عجما، وأنه لا مصلحة له مع محور الذل والانبطاح.

أترك تعليقاً

التعليقات