الحكومة والشعب
 

طه أبكر

الشيخ طه أبكر / لا ميديا -
الداهية الدهياء والكائنة النكراء أن يفرض الواقع على أمة من أبناء هذه الشعوب غيورة على بلادها وعلى شعبها وعلى دولتها استنهاض حكومة يرى الشعب طاعتها والالتزام بتوجيهاتها.
فلا شعب يقبل من هذه الأمة الغيورة لأنها لا صفة رسمية لها، ولا الحكومة تقبل منها لأنها فاقدة لمعاني المسؤولية ولا ترى لها من الأمر شيئا.
وأصبحت هذه الأمة الغيورة ضائعة، ضالة، حائرة، بين الحكومة والشعب، فالشعب يريد أن يرى رجال دولته يقومون بتوجيهه نحو الدفاع عن البلاد، والحكومة -للأسف الشديد- متبلدة، ولها أعذار قد يكون منها الحقيقي ومنها ما هو مجرد تبريرات.
ويقف هؤلاء الشرفاء من أبناء هذا الشعب وقفة المتعجب العاجز المحتار، فهم لا يستطيعون السكوت مع ما يعلمون من مكر العدو وخبثه، ولا يقبلون على شعبهم وبلادهم الاستغلال من قوى الهيمنة والاستكبار، وهم لا يستطيعون العمل الجاد والمثمر مع هذه المعوقات.
ولا يجد المتابع إلا أن يقول إن هناك عقداً مبرماً خفياً ومهادنة سرية مكتومة بين الشعب والحكومة يقومان على أن يترك الشعب السلطة للحكومة تفعل ما تشاء مقابل أن تترك الحكومة استنهاض الشعب لمواجهة الخطر الذي لا يبقي ولا يذر.
وقد كنت دعوت من قبل عبر هذه الصحيفة إلى انطلاقة شعبية واسعة، وما زلت أدعو إلى ذلك وأصر عليه. ولكن هذه الانطلاقة الشعبية لن تتحقق لها ثمرة حقيقية إلا إن كانت هناك أصول عامة وقواعد ثابتة ينطلق جميع أبناء الشعب بالاعتماد عليها لتحرير كل شبر في هذه البلاد من الغزاة المعتدين.
والإنسانية والإسلام والوطنية والقومية هي الأصول الجامعة والقواعد الثابتة التي يمكن أن تتحرك الأغلبية العظمى من أبناء الشعب اليمني عليها، إذا تجردت هذه المعاني من أي مزايدات.
ونحن نعلم أن لنا عدواً خبيثاً ماكراً يسلك بنا دروباً شائكة ومسالك متشعبة، يريد أن يقتل بعضنا بعضا ويقضي بعضنا على بعض، وهذا هدف واضح وغاية لا يمل العدو من السعي إليه والاجتهاد في سبيل الوصول إليه.
ونحن نعلم جميعا أن من تلك الدروب الشائكة والمسالك المتشعبة التي يأمل أن يحقق فيها غايته ويصل إلى مراده الحصار الاقتصادي، وتلك معضلة يستعصي حلها، إلا إن اجتهدنا في سبيل إصلاح واقعنا، حتى لا يكون للعدو مدخل يلج من خلاله فيتحقق له مراده.
إن صلاح واقعنا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بذوبان الحكومة في الشعب وذوبان الشعب في الحكومة. وإن الإصلاحات الإدارية قد تغني عن كثير من الجوانب المادية.

أترك تعليقاً

التعليقات