السُّنّة منكم براء
 

طه أبكر

الشيخ طه أبكر / لا ميديا -
رسالة إلى أدعياء السنة الذين جندوا أنفسهم لأذيال قوى الشر والهيمنة والاستكبار من السلفيين والإخوان وغيرهم.
إن أمريكا و"إسرائيل" والسعودية والإمارات، ومرتزقتهم في اليمن، الأذيال والأدوات والعملاء، صف واحد، مشروع واحد، يجتمعون في المنطلقات وفي الوسائل والغايات.
وإن كانوا فيما هم عليه طبقات ومستويات فمنهم الرأس والذنب، إلا أنهم في نهاية الأمر يمثلون جبهة واحدة ومحوراً واحداً وأمة واحدة، فمن يدافع عن المرتزقة أو عن السعودية أو عن الإمارات فإنه لا يدافع إلا عن أمريكا و"إسرائيل" وهو لا يدافع إلا عن الامتداد الواقعي لقوى الغزو الأوروبي الاستعمارية.
فمن أراد أن يعلم فعليه أن يتوقف ليفهم بهذه الطريقة ثم ليحكم وليقف الموقف الذي يختار وهو يملك الشجاعة للتصريح بالصف الذي اختاره.
هي معركة بين المستضعفين الذين يبحثون عن الاستقلال والمستكبرين الذين يلتزمون نظام الاستغلال. وإن أمريكا و"إسرائيل" ومن إليهما يمثلون نظام الاستغلال، وإن المستضعفين -تحت أي سماء كانوا وفوق أي أرض كانوا- يمثلون جبهة الكفاح من أجل الاستقلال.
وبعد هذه المقدمة أقول لكم وبكل وضوح، هل فيما يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله أو فيما فعل أو فيما أقر تأييد للمستكبرين على حساب المستضعفين؟!
فلماذا تستميتون في الدفاع وفي المناصرة وفي التحرك في إطار المستكبرين وفي مشروع الاستغلال الذي تقوده أمريكا؟!
فلا تخدعوا أنفسكم ولا تخدعوا غيركم، فليست نصرة السنة ولا نصرة الصحابة في تجنيد أنفسكم وأبناء المسلمين لأمريكا ولـ"إسرائيل"!
وإنكم تقولون إن ابن الوزير وابن الأمير والشوكاني من أئمة أهل السنة، فهل تركوا اليمن في تلك الفترات وهي في ظل أئمة عقائدهم عقائد أهل البيت (الزيدية) وهجروها إلى بلدان أخرى؟! أم أنهم مكثوا فيها وبايعوا الأئمة على السمع والطاعة؟!
والجواب الحق: أنهم مكثوا في اليمن وبايعوا وكانت النصرة منهم وكان منهم من هو من كبار رجال الدولة في عصره. فما الذي يجعلكم تجندون أنفسكم وتجندون أبناء المسلمين للأمريكي ولـ"الإسرائيلي" بتلك الفتاوى الهدامة؟!
وأما أنا وبتحليل بسيط ومن منطلق نظرتي السطحية فأضرب مثلين عن بعض أدعياء السنة، المثل الأول عن الحجاورة (أتباع الحجوري)، والمثل الثاني عن حزب الإصلاح (إخوان اليمن):
أما الحجاورة من السلفيين فإنهم ضاعوا بين الكبر ورؤية النفس وبين الخوف والخشية والمطامع والأهواء، فهم يعجزون عن تصور رجوعهم إلى المناطق التي سيطر عليها أنصار الله بعد الهزيمة التي تعرضوا لها في دماج والتي يرفضون الإقرار والاعتراف بأن مكاتب الاستخبارات قد جرتهم لتلك الحروب وخدعتهم حتى خضعوا لها وذلوا لها بعد أن كانوا يهاجمونها ويعلنون معاداتها ومقاطعتها.
وأما مشايخ الإخوان فإنهم لا يحركهم إلا الحسد والبغي واليأس، فهم لا يستطيعون أن يتحركوا في دولة غير علمانية، لأنهم يعتمدون على استمالة الناس بالدين وعلى استغلال رفع شعارات تحكيم الشريعة الإسلامية في المنافسة للحصول على أصوات الناخبين ولن يجدوا مع حكومة إسلامية تلك البيئة.
ولنقل بعد ذلك: ما علاقة السنة والأمراض قلوبكم؟
فليست مواقفكم من أجل السنة ولا من أجل الدين ولا من أجل الصحابة، بل هي أمراض في القلوب تلبسونها لباس الدين وتضحكون بها على العامة من الناس حتى نزعت منكم العقول والألباب، فالسنة منكم براء أيها الزاعمون الأدعياء.

أترك تعليقاً

التعليقات