مصطفى المغربي

إن نظام الحكم الجديد لمملكة آل سعود أصبح بيدقاً بيد الغرب لصناعة سايكس بيكو جديدة، ويظهر ذلك جليا في الحرب التي تدعمها في العراق وسوريا طائفياً، فالغاية منها تقسيم العراق وسوريا على أساس طائفي، حيث سيتم تقسيم العراق لثلاثة أقاليم شمالي ووسط وجنوبي، وقد تم فصل الشمال بحكم الأكراد تحت مسمى الفيدرالية.. ولا زال الوسط والجنوب يذهبان في نفس الطريق.. وداعش هو الآن الأداة للوصول إليه.. أما سوريا ورغم الدعم بالسلاح والمال منذ فبراير 2011م، لم تستطع السعودية القضاء على نظام الأسد تحت بند القضاء على النظام العلوي.. إلا أن أي حلول سياسية اليوم بعد كل هذه الحرب وما أسفرت عنه من دماء ونزوح للملايين من السوريين، لن تذهب تلك الحلول السياسية بعيداً عن تقسيم سوريا على أساس عرقي وطائفي نصيب منها للأكراد وآخر للسنة والقلب خاص للشيعة.. 
ويخوض نظام آل سعود حرباً مباشرة في اليمن تحت شعار الشرعية، لا تعدو أن تكون حرباً طائفية، ويتحدث عن ذلك علناً بأنه يدافع عن المملكة ضد المد الإيراني كخطر محدق في جنوبها (الحوثيين).
 ورغم أن هذه الهواجس عبارة عن أوراق يلعب بها الغرب لتنفيذ مشروع سايكس بيكو جديدة، والسعودية المستهدف الأول من هذا المشروع، إلا أن سياسات حكم المملكة الرعناء حتى الداخلية، والدليل تصفية الشيخ الشيعي نمر النمر، تساعد على تنفيذ المشروع، فالغرب يسعى جاهداً لتفكيك المملكة في ظل ضعف الدول العربية الشرق أوسطية خاصة وعزلة إيران بربط مصالحها مع الغرب، وهذا ما تم مؤخراً، حيث تم التوصل الى رفع الحظر عن إيران، وإطلاق كافة أرصدتها المجمدة، وهنا إيران نجحت في الانفتاح بالمصالحة مع الغرب، والغرب نجح في تحييد إيران من أي تدخل عسكري محتسب في السعودية، حيث إن 90% من ثروة السعودية النفطية تتركز في المناطق الشرقية، وهي مناطق تجمع الشيعة، والأخيرون كانوا يرفضون أي مشروع دولة شيعية تنسلخ من المملكة بعيدة عن الحرمين الشريفين.. إلا أن نظام آل سعود يكرس هذا المشروع دون أن يعلم بذهابه مؤخرا لتصفية الشيخ الشيعي نمر النمر، رغم إمكانية الإبقاء عليه محتجزا لعشرات السنوات، فهذا الشيخ بعد تصفيته أصبح له شعبية في أوساط الشيعة عامة والسنة أيضا.. بل إن هناك أميرات (بنتي الملك عبدالله بن عبدالعزيز) أطلنن فجأة في قناة الحرة العراق يتحدثن باسم الثورة، وأنهن يسرن على خطى الشهيد النمر! كما أن مجمع السنة العراقي هو من كان يطالب بالإفراج عن الشيخ نمر النمر فما بال الحال بعد تصفيته.. 
إن استنزاف أموال وثروات المملكة الآن بحربها على اليمن، هو ما سيدفع بتوحد الرغبة الشديدة لغاية واحدة وهدف واحد، يتمثل في استعادة أراضي اليمن لما قبل 1934م، وبدعم غربي، وهذا ما أكده أحد أمراء المملكة (طلال بن عبدالعزيز) في تصريح مسجل له بذلك، حيث أكد أنه في حالة عدم تعقل قادة المملكة الحاليين، فإنهم ذاهبون لخسارة أراضي المملكة الجنوبية (نجران وعسير وجيزان) وعودتها لليمنيين، وتكوين دولة شيعية تنسلخ من غرب المملكة، وهو مشروع غربي محض لسايكس بيكو جديدة، وقيادة المملكة تنفذ ذلك دون أن تعلم.. بل ذهب الأمير بعيداً بأن الأردن سيقتطع جزءاً كبيراً من شمال المملكة ليعد الأردن الكبير... وأن مصر ليست بعيدة عن هذا المشروع التقسيمي..

أترك تعليقاً

التعليقات