بنو سعود وبعبع إيران
 

مصطفى المغربي

للأسف، السعودية لم تجد إيران في العراق أو سوريا لتذهب الى حرب مباشرة معها هناك، بل لم تجد إيران في إيران نفسها، ولكن وجدتها في اليمن..!
اليوم الـ22 من العام الثالث للعدوان، وها هو العسيري الناطق باسم التحالف العسكري، يطل ليتحدث قائلاً بأن تدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن كان تحسباً لأن تقوم إيران ببناء قواعد عسكرية في اليمن في حالة إذا ما نجح (الانقلاب الحوثي الصالحي). ما يفهم من هذا التصريح أن التدخل كان استباقياً لقطع الطريق على إيران حتى لاتضع قواعد عسكرية لها في اليمن، ولكن للشعب اليمني تساؤلات هامة، منها:
هل تدمير غارات طيران التحالف الحربية لمئات المدارس وعشرات المعاهد اليمنية، هو تحسب لأن تحولها إيران الى قواعد عسكرية تستهدف منها السعودية؟!
هل تدمير غارات التحالف مئات المراكز والوحدات وعشرات المستوصفات والمستشفيات والمنشآت الصحية والطبية، هو تدمير استباقي حتى لاتقوم إيران بتحويلها الى قواعد عسكرية تستهدف من خلالها المملكة؟!
هل قصف غارات التحالف مئات المنشآت الزراعية والصناعية العامة والخاصة، وحرمان عشرات الآلاف من الأسر من مصادر دخلها، مجرد إجراء احترازي حتى لاتقوم إيران باستخدامها كقواعد عسكرية تستهدف من خلالها السعودية، طبقاً لما يزعمه العسيري؟!
هل قتل غارات طيران التحالف آلاف الأطفال والنساء والرجال والشيوخ في تجمعات الأفراح كعرس واحجة جنوب المخا، وعرس سنبان، وصالات العزاء كالصالة الكبرى في العاصمة، وعزاء عمران، وتجمعات سكانية كمجمع سكن عمال وموظفي المحطة البخارية في المخا، وتجمع نازحي مخيم المزرق في حجة، وأهالي حي وسوق الهنود في الحديدة... الخ، تحت مبرر أن جميع هذه الأماكن بما فيها من تجمعات بشرية ستزمع إيران استخدامها كقواعد عسكرية تهاجم من خلالها السعودية، حسب قول العسيري..؟!
هل حصار التحالف لليمنيين براً وبحراً وجواً، ومنع وصول الغذاء والدواء.. هو إجراء احترازي يقوم به هذا التحالف تحسباً لإمكانية استخدام إيران لهم كدروع بشرية، لذا فقد فضل التحالف القضاء عليهم جوعاً ومرضاً بفعل الحصار، عوضاً عن أن يقتلوا بالنيران مستقبلاً لتخطيط إيران استخدامهم دروعاً بشرية؟!
حقيقة، أصبح من الواضح للقاصي والداني وللأعمى والأصم أن التحالف بقيادة السعودية، ومنذ أكثر من عامين، يخوض حرباً تدميرية على اليمن أرضاً وشعباً، ولا يهدف من خلالها سوى الى التدمير والقتل لمجرد التدمير ولمجرد القتل، تحت غطاء فتاوى وهابية تكفيرية ترى جميع اليمنيين دون استثناء إما مضلين أو ضالين، ولا يريد نظام الحكم السعودي إلا ترك اليمنيين في حالة احتراب دائم تحت مسميات مختلفة؛ طائفية ومناطقية وجهوية، وتقسيم اليمن على هذا الأساس إلى دويلات صغيرة، تنفيذاً للمخطط الصهيوأمريكي في المنطقة.

أترك تعليقاً

التعليقات