الصرخة ضد المستكبرين
 

مصطفى المغربي

(الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل) هذا شعار وصرخة في وجه المستكبرين، والمفترض ألا يكون حكراً على فئة أو جماعة كأنصار الله، أو غيرها من المكونات اليمنية، بل من الأهمية بمكان أن يحمل المسلمون عامة والعرب خاصة هذا الشعار أو شعاراً مشابهاً له، فهو شعار إسلامي وعروبي أيضاً، لأنه شعار صارخ بالموت للسياسات الأمريكية الداعمة للعدو الصهيوني المحتل لفلسطين والقدس والأقصى الشريف، وحتى لانذهب بعيداً فها هو البيت الأبيض وعبيده من الأنظمة العربية صامتون إزاء إغلاق الصهاينة أبواب المسجد الأقصى أمام المسلمين المقدسيين، رغم زيارة رجل البيت الأبيض الأول بالأمس القريب للقدس وحائط المبكى القريب من قبة الصخرة، وهنا أليس حرياً بالعرب جميعاً أن يهتفوا بالموت لسياسة أمريكا الازدواجية؟ فكيف تدعو لحرية المعتقدات والأديان، وفي نفس الوقت تصمت إزاء منع الصهاينة للمقدسيين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى؟!
أولا يفهم هذا أنه عقاب أمريكي لمسلمي القدس لمنع مسيحيي القدس الرئيس الأمريكي (ترامب) من زيارة كنيسة القيامة؟! ولو كان فالأحرى إيعازه للصهاينة بإغلاق كنسية القيامة أمام مسيحيي القدس، وليس المسجد الأقصى، وإن فعل وحدث تخيلوا ماذا ستكون ردود أفعال الغرب شعوباً وحكومات؟
فهذا بحد ذاته يعد سبباً كافياً للتمسك بشعار الموت لهذه السياسة الأمريكية البغيضة والحقيرة، قد يقول البعض إن أمريكا لايمكن أن تخاف من هذا الشعار، وما هي الجدوى منه؟
من حيث المبدأ يجهل الكثيرون أن شعار (قاطعوا البضائع الأمريكية) جزء لايتجزأ من شعار الموت لأمريكا وإسرائيل، كما أن الحقيقة الثابتة أن المؤسسات التي تدير أمريكا واللوبي الصهيوني الذي يقف خلف سياساتها المتجبرة والعابثة والمتسلطة والناهبة لثروات الشعوب -خاصة تجاه العرب والشرق الأوسط ودعمها الدائم للعدو الصهيوني المحتل - تخاف كل الخوف أن يصل هكذا شعار (الموت لأمريكا ودعوة المقاطعة لبضائعها) إلى المجتمع الأمريكي والغربي، خاصة في زمننا هذا المتميز بالمعلوماتية، والدليل على ذلك أن إدارة البيت الأبيض تخشى ومن خلفها الصهاينة جميعاً استخدام هذا الشعار كذريعة معلنة للتدخل في اليمن، فلن يخوضوا حرباً تحت يافطة قتال من (يهتفون بالموت لأمريكا).
حقيقة قد يستغرب البعض من هذا الطرح، ولكن هذه هي الحقيقة، فهم يخشون هذا الشعار، ليس لأنه يحمل كلمة الموت بمعناها الحسي، ولكن بما تحمله الرسالة من صرخة سياسية، والتي حتماً تخفي في طياتها كشف الوجه القبيح لسياسة البيت الأبيض السوداء، فوصول هذه الصرخة إلى الشعوب الغربية عموماً والأمريكان خاصة سيثير تساؤلات بديهية، ومنها: لماذا يهتف هؤلاء بالموت لأمريكا؟ وماذا صنعنا أو ماذا فعل ساساتنا بهم ليصرخوا بالموت لأمريكا..؟
هنا فقط ستسقط أقنعة هذه الأنظمة الاستعمارية المتكبرة التي تقتل العرب منذ عقود باسم نشر الديمقراطية وحريات الشعوب، بل تعمد الى نهب الثروات، وتثير الفتن الطائفية، وتدعم كافة جرائم الصهاينة بالسلاح والمال ثم التستر عليها، وتمول الإرهاب بشتى صنوفه، كل ذلك بعيداً عن الأخلاقيات التي تزعمها، والتي تحاول دوماً إقناع الشعب الأمريكي بها على عكس أفعالها وسياساتها، لذلك اللوبي الصهيوني والمؤسسات التي تدير أمريكا يخشون سقوط القناع المزيف أمام الشعب الأمريكي والشعوب الغربية الأخرى.
رغم أن هذا الشعار محدود ومقصور تداوله في حدود اليمن فحسب، إلا أني شخصياً على قناعة تامة بأن الرعب والخوف يعتري الصهاينة والساسة الأمريكان من انتشاره ومن أن يصبح شعاراً لدى كل الشعوب العربية والإسلامية.
في الختام لماذا الخوف..؟ فهناك دول رفعت شعارات مماثلة للتحرر من التبعية والهيمنة والوصاية الأمريكية، من ذلك (الموت للامبريالية الأمريكية) و(لا للهيمنة الأمريكية) وشعارات أخرى مشابهة، ومن تلك الدول الصين وفنزويلا وكوبا، ونجحت في التحرر، ودول أخرى في الطريق إلى التخلص من الهيمنة الأمريكية.. إذن الخوف من هذا الشعار ومحاولات مهاجمته لايعدو أن يكون جهلاً وانعداماً ثقافياً أو سقوطاً وغرقاً في مستنقع العمالة والارتهان للامبريالية والصهيونية العالمية..!
حقيقة إن شعار الصرخة في وجه المستكبرين لن يصل إلا إذا آمنا به أولاً وتمسكنا به ثانياً، وهتفنا به في ساحاتنا وفي كافة محافلنا، بما في ذلك وسائل الإعلام بشتى صنوفها، وبشكل دائم، دون خوف أو وجل.

أترك تعليقاً

التعليقات