مصطفى المغربي

لم تختلف سياسات قادة البيت الأبيض السابقين عن الرئيس الحالي (ترامب)، فالسابقون مارسوا بالتناوب نهب ثروات شعوب العالم باسم الحقب الممهدة بحكم (حمائم السلام) لحقب حكم البلطجة الأمريكية على الأرض، ولكنهم كانوا يمارسون البلطجة تحت مسميات مختلفة (منها بغطاء أممي وأخرى بدون ذلك)، وبحجج كاذبة وواهية، وبعضهم يعترف بعدم صحتها كحربهم على العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل، فالأمريكان دوماً يبحثون عن مصالحهم، وخاصة المصلحة العظمى الكامنة في ثروة العالم الأولى (الذهب الأسود) النفط.
إن أنظمة الحكم الأمريكية المتلاحقة (صقور وحمائم ونسور وغربان) أو سموهم كما تريدون، جميعهم شغلهم الشاغل فقط إثارة الفتن بين أنظمة شعوب العالم، بما فيها أنظمة الحكم في الدول الإسلامية والعربية الغبية التي تتهاوى، ثم تأتي أمريكا ببساطة وبكل سهولة لتلتهم ثروات تلك الشعوب.
فحرب الخليج الثانية كانت تحت مبرر (تحرير الكويت) عام 1990م، لحقتها عقوبات منها حصار قاتل دام 13 عاماً، وتفتيش دائم عن أسلحة دمار شامل، تمهيداً لحرب الخليج الثانية ببلطجة بوش الابن، دون قرار أممي، ورغم معارضة أغلب دول العالم لها أنظمة وشعوباً، حيث جاءت دون أسباب، وإنما تحت ذرائع واهية، منها أسلحة الدمار الشامل وأحداث 11 أيلول الأسود، وتحرير العراقيين من ديكتاتورية نظام البعث الصدامي، فكان دخول الأمريكان العراق ببساطة وسهولة، والتهموا ثروته النفطية، ليصبح العراق مديوناً بالمليارات، وفقيراً معدماً بعد أن كان من أغنى شعوب العالم، ليضحى مقسماً يعاني من ويلات الحروب الطائفية المقيتة حتى اليوم، كل ذلك بفضل الأنظمة الخليجية التي قدمت أراضيها كقواعد عسكرية للأمريكان، وثروات الملسمين بمليارات الدولارات لتمويل حرب تدمير العراق، وكذلك فعلت في سوريا وليبيا، ولكن بصورة مختلفة.
ومن المؤكد اليوم أن الدور قادم على السعودية، ومن بوابة (مأرب وجوف اليمن)، بفعل عدوانها الهمجي على اليمن، تحت مزاعم القضاء على النفوذ الإيراني، هناك مواجهات تدور رحاها بين قبائل قيفة (البيضاء) وقبيلة مراد (مأرب) على إثر عملية الإنزال الأمريكي في يكلا بالبيضاء التي ذهب ضحيتها أطفال ونساء، وبدلاً من الالتفاف تحت شعار موحد (أمريكا تقتل الشعب اليمني)، للأسف الشديد ذهب هؤلاء لقتال بعضهم. الحقيقة الخفية تظهر اليوم، وهي أن مواجهات (قيفة) و(مراد) التي اندلعت قد مهد لها الأمريكان بإنزال يكلا وإمعان القتل في آل الذهب رجالاً وأطفالاً ونساء، وكانت نتائجها حتمية ومخططاً لها بدقة، حيث سيلحق ذلك دخول الأمريكان محافظة مأرب، ثم الوصول الى الجوف.
للأسف، أمريكا (ترامب) لاتختلف عن أمريكا (بوش الأب والابن)، وتبحث لها عن موضع قدم في اليمن بهدف السيطرة على النفط، وهي تعمل اليوم على ذلك، وقد بدأت فعلاً بخطوات انتزاع الملف اليمني من السعودية، لذلك فإن على القوى الوطنية اليمنية أن تعي هذا المخطط الخطير، وكذلك على حلفاء الداخل لعاصفة الدمار من المكونات السياسية اليمنية، أن تعود عن غيها، ما لم فإن اليمن سيصبح عراقاً آخر.

أترك تعليقاً

التعليقات

منار عبدالملك
  • الأثنين , 15 مـايـو , 2017 الساعة 10:23:31 AM

هم يراهنون. على السخط الشعبي. حول الراتب الذي سيقلب الطاولة. على الجيش وانصارالله. والحملة. موجهه. من داخل. الفاسدون في الموتمر. والصامتون. من الحوثيين. المشاركون في هذا الفساد. اذا لم يتم التعامل معهم بحزم. سيكون الوضع. سئ