(الإخوان) وحلم عودة خلافة بني عثمان
 

مصطفى المغربي

من المقبول بل بالإمكان التسليم أن تحلم قوى سياسية عربية بتصدر المشهد السياسي في البلدان العربية، وأن تأخذ على عاتقها طريق النجاح أو الفشل، ولكن أن تنشد وتحلم بالخلافة العثمانية قوى سياسية كتنظيم الإخوان المسلمين المنبعث من أرض الكنانة (مصر) وفروعه في البلدان العربية، فهذا لا يتقبله العقل، وليس بالإمكان أن يسلم به من يمتلك ذرة من النخوة وشيئاً يسيراً من العروبة. فالعرب منذ قدم الزمن تعصبوا لعروبتهم، وكان إذا أخطأ عربي بالقول أو طلب من فرد أو جماعة ارتكاب فعل مشين، كانت تعلو عبارة  (لا سمعت بنا العرب)..  وها هي جماعة الإخوان للأسف الشديد قد أسمعت بنا ليس العرب فحسب، بل العالم أجمع، وذلك بنشودها وتغنيها بالاستعمار العثماني الذي جثم على صدر الأمة 4 قرون كانت عبارة عن 400 عام سوداء تقدم خلالها الغرب وتخلف العرب!
اخترع خلالها الغرب الكهرباء والمنطاد والطائرات، واكتفى العرب بمدفع رمضان العثماني!
تقدم الغرب في علوم الطب والفيزياء والكيمياء، في حين توقف العرب بل رجعوا القهقرى في عهد الخلافة العثمانية، ليعودوا إلى الخرافة والعزائم، ويكتفوا برعي البعير وركوبها، في حين كان الغرب قد ركبوا الطرازات الأولى من القطارات البخارية والسيارات ذات الإطارات الأربعة التي تعمل بالبخار والفحم..!
طرد الغرب بني صهيون في آخر عهد حكم الخلافة العثمانية من أوروبا، ليزرعوهم في قلب الأمة العربية، على مسمع ومرأى الخلافة الإسطنبولية..!
ورغم كل ذلك، ها هي جماعة الإخوان اليوم، وباسم الإسلام، تخلع جلباب عروبتها، وتنشد رداء استعمار بني عثمان (الأتراك)، بعد أن فشلت في أن تكون في سدة حكم كل من مصر وتونس واليمن.. وبعد أن ألحقت الخزي والعار والوبال بنظام دويلة قطر الذي أصبح يريد الخلاص والفكاك من هذه الجماعة التي تتاجر بأي شيء وكل شيء، بما في ذلك الدين والعروبة والأرض، حيث تحول حاخاماتها كالقرضاوي وغيره إلى شعراء يتغزلون بالعثمانية في بلاط أردوغان العلماني الذي حتماً سيأتي دوره لطردهم من أرض الأناضول كما فعل وسيفعل اليوم الراعي الرسمي لهم (نظام دويلة قطر).

أترك تعليقاً

التعليقات