مصطفى المغربي

الحقيقة إن غارات العدوان السعودي ضد أبناء اليمن من المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ ومكفوفين، تتم بغطاء ناري آخر، هو الفتوى الوهابية القاتلة، فالنظام السعودي يقتل اليمنيين العزل بغاراته في كل مكان، وبشكل ممنهج ومدروس، ليس دون سبب حسب ما يظن العديد من المراقبين، ولكن جرائم القتل الجماعية الممنهجة التي يمارسها هذا النظام تتم تنفيذاً لفتوى وهابية متطرفة باسم الإسلام، حيث لم تتحملها عقول بعض الضباط السعوديين أنفسهم، مما دفع بأحدهم الى نشر فيديو له يعلن فيه ارتداده عن الإسلام نتيجة هذه الجرائم التي وعد بنشرها حال وصوله ألمانيا، وهذا ما ظهر، والخافي أعظم.
فهؤلاء يقتلون بغاراتهم الأطفال والنساء والعزل من المدنيين، لأنهم بنظرهم فئة (مضلة) كالحوثيين أو (ضالة) كأنصار صالح، هكذا دون تمييز، كانوا أطفالاً أو نساءً أو رجالاً أو شيوخاً، فهذان المكونان بنظر الفتوى الوهابية فئتان مضلة وضالة.  
كما أن قصف الغارات الجوية السعودية لمدرسة في نهم مؤخراً، وقصف مستشفى عبس ومدرسة في صعدة بالأمس القريب، وغيرها من الغارات على التجمعات السكانية كسوق نهم وسوق في صعدة وسوق عبس وأسواق وتجمعات أخرى، لا مجال لحصرها هنا، لها مدلولات كبيرة تؤكد على عمديتها لثبوت تجانس متوالية أماكن حدوثها كقصف سوق نهم وسوق في صعدة ثم مدرسة في صعدة ومدرسة في نهم وهكذا، ويعد هذا شبحاً جديداً لنوع من أنواع  الإرهاب الوهابي العصري المتطرف، الهدف والغاية منه الإرهاب وإنزال الرعب والخوف في قلوب الآباء والأمهات اليمنيين، خاصة في المناطق التي يستعصي على مرتزقتهم إسقاطها زحفاً على الأرض. 
إن استخدام غطاء الفتوى الوهابية أصبح جلياً في مزاعم إباحة قتل الضال، وإن لم يعلم بضلالته، بل ليس هذا فحسب، حيث تبيح الفتوى الوهابية المتطرفة (علناً دون خوف أو وجل) قتل من هم على ملتهم أيضاً إذا كان يراد من ذلك قتل أعداء لهم بينهم، وذلك تحت بند لا بأس بقتل القلة الأبرياء طالما الهدف القضاء على الكثرة من الكفار الأعداء.
الحقيقة الجلية والواضحة أن الفكر الوهابي المتمثل بنظام الأسرة المالكة والحاكمة لنجد والحجاز اليوم، هو التطرف والإرهاب الدولي بعينه، فلم يعد الإرهاب حكراً على تنظيمات وفصائل متطرفة كالقاعدة وداعش وبوكو حرام فقط، والذي يغذيه هذا النظام بالمال والرجال هنا وهناك.

أترك تعليقاً

التعليقات