لماذا خيار أنصار الله دون غيره..؟
 

مصطفى المغربي

من المؤكد أن هناك من يستنكر على الكثير من السياسيين والكتاب والصحفيين والمحللين السياسيين... الخ، ممن انضم الى مكون أنصار الله (خاصة من ليس لهم صلة بالهاشميين)، فهذه حركة ليست فئوية أو سلالية كما يحاول أن يصفها من لديهم نظرة قاصرة وأفق ضيق أو هم حاقدون لمجرد الحقد على هذا التيار، فلماذا تتم مهاجمة من انضموا لهذا المكون السياسي ونعتهم بأبشع الأوصاف والألفاظ النابية...؟
لن نرد على ذلك بأن الخصومة السياسية تقتضي الفجور وإظهار عيوب الخصوم والقدح فيهم، فهذا أصبح نوعاً من الإسفاف والابتذال السياسي، لذلك وجدنا وعلى نحو شخصي أن هكذا موضوع قد أصبح ناضجاً ومن الضروري بل من اللازم إزالة الغموض للكثيرين.. لتفسير لماذا كان خيار أنصار الله دون غيره...
يبدو بوضوح أن المافيا التي اعتلت قمة هرم حزب الإخوان اليمني (الإصلاح) والمتغلغة في الدولة، كانت مسيطرة على أهم ثروة لليمن (النفط والغاز)، علاوة على مافيا أراضي الدولة، ومن خلفها قوى القبيلة، واستحواذها على شركات الوساطة النفطية، فبهذا سيطرت هذه القوى كمافيا على ثروات وأراضي الدولة، في ظل خضوع كل القوى السياسية، لها بما فيها قيادات الإخوان السياسية التي لم تنضوِ تحت قوى المافيا الاقتصادية، ولعقود من الزمن لم تنبس التيارات السياسية بكلمة، بما فيها الحزب الحاكم، بمهاجمة هذا المافيا إعلامياً. 
بل إن كثيراً من الأقلام الشريفة تمت تصفيتها من قبل هذه المافيا، باستثناء مرحلة ما بعد أحداث فبراير ٢٠١١م، حيث تسلطت الأقلام على هذه المافيا في ظل انشغال الأخيرة بالتصفيات الجسدية لصفوة القوى الأمنية الشريفة والعقول الوطنية الكبيرة كالدكتور محمد عبدالملك المتوكل والدكتور حسن شرف الدين، أما وسائل الإعلام المرئية فكان الهجوم الشرس على قوى هذه المافيا حكراً على قناة (المسيرة) التابعة لأنصار الله، وحليفتها الوطنية قناة (الساحات) الفضائية، الى أن جاء تاريخ ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م الذي اجتث فيه أنصار الله هذه المافيا المتمثلة بزعيمها الجنرال العجوز (علي محسن الأحمر) بفراره، وقبله شريكه الدائم ملياردير (الصندقة) رئيس كتلة النفط (حميد الأحمر).. الحقيقة الجلية والواضحة أن تجرؤ مكون (أنصار الله) على هذه المافيا دوناً عن المكونات الأخرى التي ظلت لعقود مكتفة وتداهن هذه المافيا، بل ظلت بعض قياداتها تعتاش من الفتات الذي ترميه إليهم هذه المافيا رغم أنها ظلت جاثمة على أنفاس هذا الشعب لعقود تنهب ثروته النفطية بامتلاك آبار نفط لحسابها الشخصي في شبوة ونهب أراضي الدولة بمئات الكيلومترات.. لذلك الكثير من السياسيين والكتاب والصحفيين والمحللين السياسيين وغيرهم انضموا لمكون أنصار الله، وآخرون مناصرون ومؤيدون، لأنهم وجدوا فيه التركيبة السياسية التي لا تداهن ولا توارب، حركة ثورية متجددة طالما فقدها اليمنيون منذ عقود، علاوة على إصرار هذا المكون على استقلال القرار اليمني بعيداً عن الوصاية الخارجية المباشرة وغير المباشرة، خاصة من قبل جارة السوء وسيدها الأمريكي.

أترك تعليقاً

التعليقات