هزيمة للمخفر الاستعماري
 

كارلوس شهاب

كارلوس شهاب / لا ميديا -
في هذه الجولة لم تُهزم "إسرائيل" وحدها، فقد هُزم البنيان الاستعماري القائم على الفصل والتفتيت، ليس على المستوى الفلسطيني فقط بين غزة والأراضي المحتلة 1948 والضفة، وجعل كل يقاتل لوحده، بل هُزم هذا البنيان على مستوى الوطن العربي. لقد وعى الشعب العربي بمختلف الأقطار أنه يواجه الإبادة بتعريف "لمكن"، وأن فكرة "إسرائيل" لن تتوقف على أرض ولا على هدف محدد، بل العزل والتفتيت حتى آخر جزء. 
لقد هُزمت الدعاية الصهيونية التي صُرف من أجلها مئات ملايين الدولارات ومراكز بحثية ودراسات ومنصات إعلامية وعلى مدى عشرات السنوات من أجل أنسنة الصهيوني ونفي الفلسطيني إلى منزلة "الآخر" بالنسبة لبقية العرب. لقد وصل العرب إلى الحدود، منهم نصرة للفلسطيني وآخر يبغي رمي الصهيوني في البحر، بينما بقي يعض على أصابعه من لم يستطع.
وأخيراً يعلمنا التاريخ درساً مهماً منذ مملكة أنام (فيتنام الحالية) وصراعها ضد المغول في القرن الثالث عشر المتفوقين عليها بأضعاف من ناحية التقانة العسكرية، وصولاً للجنوب اللبناني عام 2006، وهو أن البشر المنظمين قادرون على هزيمة التكنولوجيا المنظمة. وغزة لم تكن استثناء عن هذا الدرس. لقد هزمت في هذه الجولة التكنولوجية العسكرية الصهيونية.

 كاتب وباحث عراقي

أترك تعليقاً

التعليقات