جنين.. رأس حربة المقاومة
 

كارلوس شهاب

كارلوس شهاب / لا ميديا -
يتحرك العمل الفدائي الفلسطيني ككل رغم الفردية الواضحة عليه، ويستفيد من القاعدة الذهبية التي تقول بأن «العدو إذا ركّز فقد أرضاً، وإذا انفلش فقد قوة». كان نتاج تركيز العدو في المخيم أن أُطيح به في القدس.
لقد جسد فدائيو القدس، الذين لا نعرفهم (وأسأل الله ألا أعرفهم مطلقاً)، مقولة رائد الكرمي، صاحب الرد السريع بكلمات جديدة: «إن لم يكن هنالك أمن لسكان المخيم لن يكون هنالك أمن لمستوطني الكيان»، وهي علاقة بالضرورة تستدعي ديمومة الحرب على هذه الثكنة.
وهاهم الشباب يهزمون ما قيل عنها أعتى المنظومات الأمنية، ويدافعون عن المخيم من خارجه هذه المرة.
في زمن يُصور العدو نفسه على أنه «إله» لا تفوته شاردة أو واردة، خصوصاً فيما يُعتمل ضده، متكئاً على منظومات عالية التطور تدخل فيها التكنولوجيا كعين لا تنام، ومدعوماً بأحدث ما أنتجته المصانع الغربية من سلاح وأعتدة، فهذه القاعدة العسكرية المدللة فُتحت لها خزائن الغرب منذ قرن ولا تزال؛ يخيط شاب عربي فلسطيني منفرداً وبمهل كافة أركان قصته حتى أدق التفاصيل ليس معه إلا الله وسلاح قد يبلغ ثمنه روحاً في عز الحصار وعيون المستعمِر المنتشرة في كل مكان.
وبرصاص شحيح يصنع هذه الأعجوبة ثمانية، هذا المعلن وربما أكثر. إن الإنجاز الذي قد يضاهي العملية ونتائجها هو عدم الانكشاف المسبق للعملية حتى موعد تنفيذها.
يستحق كل فدائي فلسطيني أن يُخلد اسمه بأنه قائد عسكري غيّر وجه التاريخ في هذا الزمان الرديء.
منذ معركة جنين 2002 وحتى العملية الأخيرة، حمل المخيم على عاتقه تحطيم سردية المخيم كمحطة انتظار سلبي للاجئ، وطرح بديل هو أن هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة هي رأس حربة المقاومة و»الرقم الصعب» و»عش الدبابير» و... إلخ من التسميات التي اخترعها الاحتلال للمخيم دون أن يخترع حلاً لتجاوزه غير التدمير والتغول.
رحمة الله ورضوانه على شهدائنا في جنين.

كاتب عراقي

أترك تعليقاً

التعليقات