حارس «عيتا الشعب» و«بغداد»
 

كارلوس شهاب

كارلوس شهاب / لا ميديا -

تحرير الجنوب عام 2000 بدأ قبل هذا التاريخ، فإذا أردنا أن نضع بداية للتحرير فإن نقطتنا تبدأ مع الكمين الذي أطاح بقائد جيش الاحتلال في الجنوب وأحد دعائم مسألة رفض الانسحاب منه "إيرز غيرشتاين"، الذي شاهد العالم جثته المحترقة تتدحرج على المنحدر عام 1999. شكل اغتيال أعلى رتبة في المنطقة صدمة للعدو عبرت عن مدى فاعلية الجهد الاستخباري للحزب (حزب الله)، فـ"غيرشتاين" كان يركب سيارة مدنية (مرسيدس مصفحة)، وكان هنالك موكب آخر مموَّه، ناهيك عن أن الاجتماع الذي كان فيه كان سرياً. لكن الحزب قصد رأس "غيرشتاين" فقطفه، حتى أن إعلام العدو دلل وقتها على أن الحزب يخترق الاتصالات الصهيونية في الجنوب.
يعود الجهد في عملية غيرشتاين إلى مجموعة من المجاهدين أوكل إليها الحزب هذه المهمة بتصفية كبار ضباط العدو وعملائه عام 1997، كان أحد أفرادها الشهيد القائد إبراهيم الحاج (أبو محمد سلمان). لم يكتفِ أبو محمد بإخراج "غيرشتاين" عن الخدمة وإشعال تحرير الجنوب، بل أضاف لسجله العسكري الأسطوري إضافة أخرى، فقد تولى تأمين القوة المهاجمة في عملية "الوعد الصادق" عام 2006، وليس هذا فقط بل حتمت الخطة أن يبقى أبو محمد بعد العملية في البلدة ويتولى الإدارة المباشرة للتشكيلات العسكرية المنتشرة فيها، تجاه أي تطور ميداني محتمل.
وعندما اندلعت الحرب تولى الدفاع عن "عيتا الشعب". وبحسب ما يُنقل فأن "أبو محمد" في خطته المحكمة كرّس نجاح نظام "الدفاع عن بقعة" والاستفادة من البؤر النارية المتواجدة في القرى المحيطة. أدار أبو محمد دفة الحرب إلى أن أُعلن الانتصار. 
لم تكن "عيتا الشعب" وحدها شاهدة على استبسال "أبو محمد"، بل شهدت معها بغداد، ففي العام 2014 عندما بدأت عصابات "داعش" بقضم الأرض العراقية ووصلت إلى بغداد، أرسل الحزب خيرة قادته، عصارة عقود الجهاد والمقاومة. كان أحدهم إبراهيم الحاج، الذي وصل إلى بغداد وبدأ بعملية تطهير حزام بغداد. وبحلول 27/7/2014 ارتقى الحاج، ومعه رفيقه أبو علي قائد كتائب سيد الشهداء في منطقة الضابطية بعد أن كسروا المد "الداعشي" وأوقفوه.
في يوم 11/11 إن كان لي كـ"عراقي" أن أذكر هذا اليوم، فإن الذاكرة لا تتسع سوى لـ"أبو محمد"، حارس" "عيتا الشعب" و"بغداد" وما بينهما.
* كاتب وباحث عراقي

أترك تعليقاً

التعليقات