اليمانيون أنصار مظلومي العالم
 

كارلوس شهاب

كارلوس شهاب / #لا_ميديا -

«إِنَّ الْكَرِيمَ لَوْ دُعِي إلى طَعْنَةٍ بِلَيْلٍ أجَاب». تتجسد هذه المقولة بكامل حذافيرها عند اليمانيين، أولئك الذين لم يتوانوا لحظة عن الاحتشاد بالملايين لنصرة أي مظلوم على هذه الأرض، أكرموا العراق بتجمعاتهم، هتفوا للقدس وكل شبرٍ من فلسطين، لبوا نداءات دمشق وبيروت. ليس هذا فقط، بل اتجه اليمانيون إلى «عولمة» من نوع جديد، يكفي أن يصرخ أي مظلوم في زوايا الأرض حتى يجد اليمانيين قد تجمعوا في الشوارع لنصرته. خُذ مثلاً عندما تقيأت كل المنابر الإعلامية، عربية وعالمية، بكل الأوصاف العنصرية والزينوفوبية ضد الصين، كان اليمن يطوق السفارة الصينية بالزهور، ويدعو الله لنجدة أولئك البعيدين الأغيار.
هذا الكرم بالمشاعر لو كان في بلدٍ يعيش في ظروف طبيعية لكان شيئاً عادياً، لكنه في اليمن الذي يعيش أبشع عدوان وحصار طيلة 5 سنوات، اليمن الذي رحلت فيه فاطمة ذات الـ12 ربيعاً، والتي أصبح وزنها 10 كيلوغرامات، بعد أن استنفد جسدها كل مخزون الدهون، رحلت بصمت دون أية ضجة، اليمن الذي يعاني فيه 10 ملايين شخص ما عانته الشهيدة فاطمة من جراء تغول العدوان والحصار.
إن كان اليمانيون قد علمونا كيف تقوم العقيدة الفولاذية بتمريغ أنف المعتدين وسادتهم الإمبرياليين بالتراب، وكيف تقوم الأسلحة البسيطة الملقمة بالإيمان بإبادة الألوية وتمزيق الكتائب، فإنهم علمونا أيضاً كيف تُكرم هذا العالم وتمطره بنبل أخلاقك دون أن تنتظر منه مقابلاً.
* كاتب وباحث عراقي

أترك تعليقاً

التعليقات