عالم دون هيمنة غربية
 

كارلوس شهاب

كارلوس شهاب / لا ميديا -
منذ وقوع الزلزال راج موضوع نهاية العالم في هذا الفضاء. وللحقيقة فإن موضوع اليوم الموعود ليس من النتاج الكارثي الحالي، بل تحتوي جميع الأديان الأرضية والسماوية على يوم للنهاية؛ الله أوجد الأرض فهو قادر على إفنائها. يوم القيامة والأهوال التي سترافقه كانت وما زالت ركناً أساسا في الخطاب الديني. هنالك دينية سعت لتفصيل أكثر في الأحداث، مثل سفر الرؤيا، وكتاب الجفر، وغيرهما العديد، ولم تخرج العلموية من هذا الإطار، بل إنها أعادت سردية نهاية العالم بأسلوب حديث، حيث يحدث الفناء ليس بسبب الإله؛ ولكن بسبب البشر؛ حرب بأسلحة نووية أو وباء يخرج عن السيطرة...
ليست وحوش يوحنا اللاهوتي هي التي ستقتات على البشر، بل قد يكون أشخاص عُدموا الإبصار كما في مسلسل (See)، أو أشخاص أُصيبوا بفطر غريب كما في مسلسل (The Last Of Us). ولدى الفكر العلموي أرشيف يبتدئ من عام 1959 عندما أُنتج فيلم (On The Beach) وحتى يوم الناس هذا.
وعليه صار لهذا اليوم مستجيبون بأشكال شتى لم تخلُ من الشعوذة والخزعبلات، حيث إن رحلة الحجيج البيورتانيين لاستعمار أمريكا، ورقصة الأشباح التي شاعت بين قبائل الأمريكيين الأصليين، وعقيدة الأحمال التي نشطت عند السكان الأصليين في جزر المحيط الهادئ، وجماعة بوابة السماء في أمريكا، شيرنيكيو في اليابان، وجند السماء في النجف، ورونالد ريغان وبطانته من دارسي سفر الرؤيا، وجورج بوش وولادته الثانية كمسيحي إيڤنجليكاني، وأبو علي الشيباني ومعلمه ورؤاهم الكارثية، وعبد الحميد المهاجر وتنبؤاته على المنبر، والعلماء أصحاب الابتكارات التي تنفع لحدث بوزن نهاية العالم، هم جميعهم أصحاب بضاعة واحدة تستثمر خوف الناس ويأسهم. تارة يكون الاستثمار من أجل هدف استعماري وسياسي، وآخر يكون من أجل المال أو الحظوة والجاه.
أعتقد بأن هذا اليوم سيأتي عاجلاً أم آجلاً، ولا أظن أن هنالك راداً عنه. وبصرف عن النظر عن الأهوال الدينية والعلموية التي سترافقه والتي شغلت الناس على مدى ألفي عام وحتى يومنا هذا، فإن على الناس أن يتنبهوا أن همهم ليس ما سيحدث في هذا اليوم، بل أن يجعلوا لحياتهم معنى وهم ينتظرون هذا اليوم. وبظني أن المعنى الذي ينشده عربي -ذاق سفر الرؤيا بحذافيره على يد الغرب- هو أن يغير هذا العالم إلى عالم بدون هيمنة غربية، بدون «إسرائيل»، قبل أن ينتهي.

 كاتب عراقي

أترك تعليقاً

التعليقات