مهام «المستعمرات الجديدة»
 

كارلوس شهاب

كارلوس شهاب / لا ميديا -

للقواعد الأمريكية الخارجية، أو كما يجب تسميتها "المستعمرات الجديدة" -وقواعد العراق هنا لا تشذ عن هذا الكلام- خمس مهمات، وهي:
المهمة الأولى: الحفاظ على تفوق عسكري مطلق لضمان ألا يفلت جزء من الإمبراطورية من الزمام.
المهمة الثانية: التنصت على اتصالات "الأعداء".
المهمة الثالثة: محاولة السيطرة على أكبر عدد ممكن من مصادر البترول، ليس لخدمة الحاجة الأمريكية إنما كأداة مساومة مع المناطق المعتمدة على النفط.
المهمة الرابعة: جلب الأعمال والدخل للمجمع العسكري الإمبراطوري الأمريكي.
المهمة الخامسة: كفالة توفير حياة مريحة لأعضاء قوات الاحتلال وعائلاتهم والترفيه عنهم أثناء خدمتهم خارج البلاد.
والمهمتان الأخيرتان تشيران إلى أن هذه المستعمرات ليست عبئاً اقتصادياً على الإمبراطورية، بل بالعكس، فهي تنشط الصناعة العسكرية والترفيهية في مركز الإمبراطورية، فهذه المعسكرات ليست ثكنات بالمعنى الحرفي، بل هي مدن ترفيهية تذكر الخاضعين الذين قد يجتازون جدار السرية لتلك القواعد بالمدن التي أنشأها الحكم البريطاني على تلال الهند والتي حُكرت خدماتها على مرتديي البزة العسكرية البريطانية. فالقواعد العسكرية الأمريكية فيها منازل مكيفة، سينمات، منتجعات وفنادق في قلب العواصم المهيمن عليها، محطات تزلج خاصة بها، ملاعب لكل أنواع الرياضات، وقد قُدرت أعداد ملاعب "الغولف" في المستعمرات الأمريكية حول العالم بـ234 ملعباً تديره القوات المسلحة. كما أن هذه المنتجعات تحتاج لصيانة سنوية للبنى التحتية التي تدر بدورها مئات مليارات الدولارات على الشركات الأمريكية.
ثم أخيراً تأتي مسألة "اتفاقيات الحالة القانونية للقوات"، وهي اتفاقات يعقدها الضباط الأمريكيون ذوو الرتب العالية -الذين يشبهون البروقناصل البريطانيين عندما كانت بريطانيا عظمى ـ مع السلطات في البلدان الخاضعة، لضمان عدم تحميل الجنود الأمريكيين أو المرتزقة أو المقاولين الأمنيين مسؤولية الجرائم التي يرتكبونها ضد "السكان المحليين"، بهذا التعبير الحرفي الذي يعيدنا لأيام الحقبة الكولونيالية.
هذه المستعمرات الجديدة، التي تمص دمنا، تهيمن على مواردنا، تترفه على حسابنا، تقتلنا دون حساب، والتي لدى العراق دزينة منها، لا تحرك أي شعور وطني لدى الثوري العراقي، بل فقط هنالك إيران التي تتدخل في شؤوننا! أنا أعتب على إيران إنها فقط التزمت بالتدخل بعد كل هذا!

* كاتب وباحث عراقي.

أترك تعليقاً

التعليقات