مشيخات الخليج ستنتهي بزوال الهيمنة
 

كارلوس شهاب

كارلوس شهاب / لا ميديا -

خُلقت حكومات المشيخات الخليجية مع حاجة دائمة لضامن أمن غربي، من خطر خارجي أو الخطر الناتج عن توتر العلاقات في ما بينها، وأخيراً الخطر الداخلي، وعليه تنتهج المشيخات سياسات لتعزيز علاقاتها مع ضامني أمنها الغربيين.
وهذه السياسات أولاها، إهدار الأموال على شراء المؤسسات الثقافية والجامعات والمراكز البحثية التي لا تدر أية فائدة مادية أو معنوية سوى تحسين صورة حكام المشيخة أمام الضامن الغربي، وإلا فماذا ينتفع المواطن في الجزيرة العربية من شراء دولته لمتحف مدام توسو للشمع في لندن مقابل مئات ملايين الدولارات؟
وثانيتها، الغرق بالقواعد الغربية والسلاح الغربي، إذ تخصص أجزاء طائلة من الناتج المحلي لتغطية نفقات القواعد والسلاح الغربي من دون أن يكون لهذه النفقات أثر في تطوير قدرات الدفاع "الوطني"، إذ يبدو أن هذا الإنفاق من أجل الضامن الغربي لا من أجل السلاح نفسه.
وثالثتها، الانخراط في علاقات مع الكيان الصهيوني، فالإمارات والبحرين في تطبيعهما هذه الفترة لم تفعلا شيئاً سوى أنهما أظهرتاها للعلن في سياق مشروع أمريكي، فمنذ العام 2003 استضافت الإمارات وفداً صهيونياً في إطار الاجتماع السنوي لمنظمة التجارة العالمية، ورُفع العلم الصهيوني في أعلى برج مركز دبي التجاري العالمي، وفي العام 2010 شارك وفد صهيوني في اجتماعات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "إيرينا".
أما البحرين فمنذ العام 2005 أغلقت المملكة مكتب مقاطعة الكيان الصهيوني لديها، كما أن التعليمات قد أُصدرت للشخصيات الحكومية بعدم الإشارة لـ"إسرائيل" بتسميات مثل الكيان الصهيوني أو العدو، وفي العام نفسه كان الملك يتحدث مع دبلوماسيين أمريكيين عن أن المملكة منخرطة في تعاون استخباري مع الكيان الصهيوني.
يعي حكام المشيخات الخليجية أنهم ركن من أركان الهيمنة الغربية، كل جزء بها مربوط بالآخر، وعالم ما بعد الهيمنة الغربية يعني عالماً ليس فيه "إسرائيل"، وبالتالي ليس فيه مشيخات فُصلت على مقاس عوائل بضامن خارجي، لذلك هم يتحركون في آخر تحركاتهم لإطعام آلهتهم، هذا ما نعرفه عن حكام المشيخات، أما عن شعبنا العربي فنعرف أن أول شهيد انتفاضة الأقصى من خارج فلسطين كان البحريني محمد جمعة الخاشوري، أثناء حصار السفارة الأمريكية في البحرين، سلام لذكراه الخالدة في هذا اليوم.

* كاتب وباحث عراقي.

أترك تعليقاً

التعليقات