فروقات بين مطارين
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

أعلن الجيش واللجان الشعبية استهداف مطار أبها بالتزامن مع إعلان حكومة الإنقاذ إغلاق مطار صنعاء الدولي في وجه الرحلات الأممية بعد نفاد الوقود.
مطار صنعاء الذي أغلق بقوة العدوان في التاسع من أغسطس 2016، حيث استهدف بشكل مباشر وغير مباشر، تسبب إغلاقه بأحداث كارثية إنسانية خلفت عشرات الآلاف من الوفيات وتهديد مئات الآلاف من المرضى بالموت، بالإضافة إلى العالقين، في واحدة من الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الشعب اليمني في ظل فشل وتواطؤ أممي، حيث تصاعد دور الأمم المتحدة المشبوه إلى أن وصل حد التماهي مع العدوان والدفاع عن جرائمه.
ومع ذلك، وفي حين يتم إغلاق مطار صنعاء ووفقا لاستراتيجية المطار بالمطار التي تحدث عنها خبراء ومحللون عسكريون يمنيون، تبقى الفروقات الجوهرية بين من يقاتل من أجل مصالح "إسرائيل" وبين من يدافع عن أرض وعرض وطن، فاستهداف مطارات العدوان بطائرات مسيرة وصواريخ يمانية يطلقها رجال معروفون بالنخوة والمبادئ، ولذا يستهدفون مطارات ومواقع عسكرية لا مدنية كما يفعل الطرف الآخر المفروغ من الرجولة والقيم.
قصف مطار أبها رسالة تأكيد على أن سياسة "المطار بالمطار" لاتزال سارية المفعول، كما أنها ذات بعد استخباري، حيث تفيد التحليلات بأن تعزيزات وخططاً جديدة تحاك من داخل المطار، لكن جيشنا ولجاننا بادروا للتعامل معها قبل أن تستكمل تجهيزاتها، في حين استمرار رفض دخول سفن المشتقات كعقاب جماعي ضد الأبرياء، سواء في قطاع الصحة أم الاتصالات أم غيرها، دليل على ضعف وهشاشة التفكير العاجز عن تنفيذ أهدافه عسكريا ولو بدعم عالمي.
وفي نهاية المطاف تبقى سياسة إدارة المعركة فناً وأخلاقاً ويمثل تاريخاً تفتخر به الأجيال، ومدرسة يمانية ستتعلم منها المدارس والأكاديميات العسكرية العالمية، في حين لن يترك التحالف سوى سطور مليئة بالإجرام، وعار يشمئز منه أبناء الجزيرة ويتنصلون منه. وهذه أيضاً بعض الفروقات بين حربنا وحربهم، وانتصارنا المشرف سيأتي عظيما وكبيرا مثلنا تماماً.
إن استمرار تحالف العدوان والتطبيع في الحصار وتشديده بشكل همجي هو أيضاً يأتي ضمن محاولة بائسة لإيقاف تقدم الجيش ولجانه وثنيهم عن اجتراح البطولات الكبيرة التي بشر بها قائد الثورة ووزير الدفاع وبدأت ترجمتها على الأرض تظهر، سواء في البيضاء والجوف ومأرب أم المفاجآت التي تتجاوز ذلك إلى ما هو أبعد، وبضوابط ربانية إيمانية تبقى شاهدة على هويتنا البعيدة من الغلو وترويع الآمنين التي يجيدها أعداء اليمن، وتعد من أهم أهدافهم ومبادئهم المنحطة. وإن غداً لناظره قريب.

أترك تعليقاً

التعليقات