اجتمع السيئون في سيئون
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

حينما أتابع أخبار ما تسمى بالشرعية أتذكر أغنية أصالة نصري: "أسلي نفسي والدنيا تسلي نفسها فيني". وهذا هو الحال الذي ينطبق على مرتزقة العدوان وإعلامهم. فعلى امتداد أربع سنوات من العدوان وفرار المرتزقة إلى أحضان أعداء الأمة وتسليم أمرهم لتحالف ينتظر فرصة الانقضاض على اليمن وهو ما حدث، جاء العدوان وصعب عليهم الحال وأصبحوا مشردين وليسوا أكثر من بيادق لتنفيذ أجندة خارجية. ويحاولون الآن الحياة سياسياً عبر ممارسة الأمل وإفرازه على أتباعهم، وهو ما أكده الفار هادي واعترف به خلال كلمته أمام البرلمانيين العملاء بمدينة سيئون، عندما أشار إلى ضرورة عدم اليأس الذي سيطر على مرتزقته، ولهذا لا غرابة أن يحتفوا ويهللوا ويعظموا من شأن انعقاد مجلس النواب في سيئون رغم عدم اكتمال النصاب، ورغم أن الاجتماع تحت رعاية وحماية الأجنبي وفي مدينة مسالمة هروباً من الغضب الشعبي الذي رفضهم حتى في مدينة عدن التي يسمونها عاصمة مؤقتة، فرفض انعقاد الجلسة فيها يعد مؤشراً واضحاً إلى أن "الشرعية" لا تستطيع عقد جلسة لبعض الوقت في مناطق ترزح تحت الاحتلال، وتعتبرها ما تسمى شرعية محررة وتحت سيطرتها، إذن عن أي برلمان يتحدثون؟! وعن أي لقاءٍ يزعمون؟!
وإذا ما تخطينا الحديث عن الجلسة وتطرقنا لإعلام المرتزقة خلال أربع سنوات من العدوان سنجد التأرجح والترنح واضحاً على صفحاته وعبر قنواته، ولا شيء جديداً سوى تسلية النفس طوال أربع سنوات مضت، فهل تتذكرون بداية العدوان؟! لقد احتفوا بتحرير تعز أكثر من مرة، ثم ما لبثوا أن فقدوا الحماسة حينما لم يتغير من الواقع شيء وبدؤوا ينتقلون إلى موضع آخر وتسلية أخرى لعلها تخفف وطأة الهزيمة، فكانت صعدة هي العنوان وعملت ماكينتهم الإعلامية على ضخ آلاف المقالات ومئات المقابلات في القنوات والمواقع الإلكترونية وفي وسائل التواصل الاجتماعي، التي أوحت بأن صعدة ستسقط بأيديهم، وفجأة تمت الفرملة، فالواقع لم يتغير ومن ينتظر منهم شيئاً اجتاحه اليأس وكبله الإحباط. ولذلك لا ضير في البحث عن تسلية أخرى في منطقة ومكان آخر لضمان استمرارية الكذب على من بقي في صفهم وإعطائهم جرعة من الأمل، وكانت الحديدة فرصة لإنعاش الإعلام الخاص بهم وتضخيم الانتصار وصب التساؤلات على ألسنة المحللين عما يعنيه تحرير الحديدة وكيف سيسقط الانقلابيون، وإن استطاعوا لبرهة كسب بعض الزخم المفقود غير أنه ما لبث أن تبخر، ولا جديد على الواقع ولا تغيير في المعادلة.. يا إلهي! ما الذي يجب علينا فعله؟! أيعقل أن نستسلم؟! هكذا يتساءلون، لتكون حجور اللعبة الإعلامية القادمة، فحجور هي مربط الفرس ونخوة القبيلة و... و... و... إلخ، ثم ما لبثت أن سقطت حجور ولفظهم أبناء حجور وكالعادة إلى مزبلة التاريخ. ولأن الساسة منتفعون من الوضع الراهن ويتقاضون مبالغ مقابل عمالتهم من السعودية والإمارات، لكن ذلك وحده لا يكفي إذا لم تكن هناك إثارة إعلامية وتسلية تمارس ضد الأتباع في الداخل. فكان الهروب نحو الضالع وفتح جبهة الضالع، غير أن المفاجأة في محور الضالع كانت أسرع إذ تم حسم المعارك في الضالع بوقت أقصر من غيره، وتم التعامل معهم وتحرير أجزاء واسعة من الضالع وانقلب السحر على الساحر أكثر مما توقع الجميع. الآن كيف سيكذبون على قطيعهم المتهالك والمحاصر باليأس من أي تغيير في خارطة الأحداث؟!
قال لهم شياطينهم: لا بد من الدعوة الى انعقاد مجلس النواب وتصوير ذلك على أنها معركة حاسمة، وكأن مجلس النواب الذي لم يكتمل النصاب رغم الإغراءات ورغم أربع سنوات من المحاولة، يمتلك الفانوس السحري في هزيمة الجيش واللجان! وبالفعل تم جمع السيئين للاجتماع في سيئون. لكن لا جديد، مازالوا متأخرين حتى في التفكير السياسي، ففي حين يتمنون أن يجتمع بعض النواب الموالين للعدوان، ينعقد مجلس النواب الشرعي في العاصمة الشرعية يومياً وقد تج
اوز مسألة الانعقاد إلى ما هو أبعد وأعمق، وذلك عبر انتخابات المقاعد الشاغرة، بينما مرتزقة العدوان مازالوا في ألف باء.
خلاصة القول: كل ما في الأمر لا يتعدى مسألة التسلية الإعلامية المعتادة للتخفيف من الإحباط الذي يعيشونه يومياً، فيما المستفيد من الانعقاد هو تحالف العدوان الذي يحاول أن يشرعن للتقسيم ونهب الثروات عبر قفازات محلية فشلت وستفشل كما هو الحال في الماضي والحاضر والمستقبل.
ومثلما يقول المثل الشعبي: "معزية بعد شهرين مجددة كل الأحزان".

أترك تعليقاً

التعليقات