أحمد الشريفي

 أحمد الشريفي / لا ميديا -

4 أعوام من العدوان العالمي المسلح بالحقد والمال والسلاح المتطور، والمدعوم بالمواقف الدولية، ولم ينل مبتغاه، وبقي اليمني في متراسه متوشحاً كلاشينكوف قديمة وإرادة فولاذية عظيمة بحجم قضيته العادلة ورجولته الأصيلة، ليواصل اليمني تدوين التاريخ بطريقته المستمدة من أعماق الأصالة والمرصعة بالانتصارات. الجانب الآخر المنسلخ من يمنيته ينظر إلى هذا الصمود بقلق وخشية، ويصاب بالكوليرا السياسية، ولها أعراض كما غيرها من الأمراض، فمثلاً أن تقصف دول تحالف العدوان مدرسة في وسط حي سكني، ويكون الضحايا طالبات، يُصاب الكثير ممن ارتهنوا للعدوان بالكوليرا السياسية، ويتقيؤون تبريرات ونفياً وتشكيكاً بارتكاب العدوان للجريمة، وبشكل متواصل ودائم إلى أن يعترف العدوان ويلجمهم مثلما يرجمهم أحياناً كثيرة في الجبهات.. هذه إحدى علامات الإصابة بالكوليرا السياسية.
فهذه الحالات المصابة بالكوليرا السياسية لا تتوقف، وتقوم دول العدوان بمحاولة نشرها على أكبر قدر ممكن من الجغرافيا اليمنية، مستغلة مستنقع تدنّي الوعي لتعيش فيه وعليه. نعم قصف مدرسة بحي سعوان ليست الأولى التي يُسارع المرضى إلى تبريرها، إذ سبقتها أحداث كثيرة أبلغها قصف الصالة الكبرى، والتي أودت بألف شخص بين شهيد وجريح.
ما يحز في النفس ليست الغيرة المنزوعة من البعض وحسب، بل الإصرار على الهمجية، فحتى وإن اعترف العدوان بجريمته وأثبتها يريدون من الناس تصديق إشاعاتهم التي أصبحوا هم مؤمنين بها بعد تغييب العقل والوعي والحواس بفعل الكوليرا السياسية. وبالتأكيد فالإصابات ستزداد مادام الكثير يشرب من حوض إعلام العدوان والأحزاب المنخرطة معه، وهو حوض ملوث ينتج عنه الإصابة بتوقف العقل، ويصل إلى مرحلة فشل جميع الحواس وتوقفها عن العمل، ويصبح المريض كالأنعام بل أضل سبيلاً.
والكوليرا السياسية ليست وحدها المنتشرة هذه الأيام، فهناك أمراض وأوبئة تصل أعراضها أحياناً لدى البعض إلى الحد الذي يعتبرون فيه احتلال بريطانيا لجنوب اليمن بأنه مساعدة من بريطانيا للجنوب، ومكوثها أكثر من 100 عام كان من باب الصداقة، أي كأن تنام أحياناً عند صديقك الساكن في المدينة إذا أتيت من القرية لغرض ما، والشهامة تقتضي إيواءه.
هناك أمراض أخرى خطيرة لا يتسع المقام هنا لذكرها، كأن تدين قتل الجنود الإماراتيين في صافر، وتصدر بياناً تعتبرهم كوكبة من الفرسان، بعد أن تنعتك الإمارات بالإرهابي وبأقذع الأساليب، وتطالب باجتثاثك. ومثل هذه الأمراض ربما من الصواب أن نُسميها جنون البقر الناطق. 
وأعتقد لن يستطيع سوى التاريخ والأيام القادمة تشخيصها بشكل أدق، ومعالجتها وفقاً للتشخيص.. عافاني الله وإياكم من تلك الأمراض.

أترك تعليقاً

التعليقات