اليمنيون وحتمية النصر
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

بعد عملية "أرامكو" التي أخرست التكنولوجيا وعطلت نصف إنتاج المملكة، وبعد عملية أسر 3 ألوية وتحرير أكثر من 300 كيلومتر مربع من الأراضي، يبقى التساؤل: 
هل ستسرّع هذه العمليات الكبرى والنوعية في إيقاف العدوان؟ وهل سيتعامل النظام السعودي مع متغيرات الواقع على الأرض بإيجابية ويمتلك الجرأة ويبادر إلى إيقاف عدوانه وتحمل تبعاته، خصوصا وأن هناك مبادرة من رئيس المجلس السياسي الأعلى تساعده على النزول من الشجرة، كما يُقال، وعمليات قصمت ظهر المملكة لا يمكن إغفالها أو توقع ما ستؤول إليه الأمور في الغد؟ أم ستمنعه كبرياؤه ويواصل مشوار مغامراته ويستمر في حربه العبثية والتي ستؤدي إلى سقوط الكروش قبل العروش وملامح ومؤشرات ذلك واضحة للعيان؟
هذه الأسئلة معني بالإجابة عنها بنو سعود ودون تأخير، فالوقت لم يعد في صالحهم، ومع كل يوم يمر سيدفعون ثمناً أكبر مما يتوقعون، ولن تغني عنهم أمريكا وكل من وقف معها شيئاً.
خلال 5 سنوات ألقى العدو بإعلامه واعتمد الإبهار في التحليلات والصور المفبركة، وجاء إعلامنا المبني على الصدق والممهور بالأدلة الحية ليلقف ما يأفك المعتدون ويخرسهم جميعا.
نعم، وأنت تشاهد الصور والفيديوهات التي نشرها الإعلام الحربي لمعركة تعد الأكبر -منذ انطلاق العدوان- في الحد الشمالي، ترتفع هامتك وتشعر بالاعتزاز والانتصار الذي يصنعه رجال الرجال في ساحات الوغى، لم تكن المشاهد هوليودية كما فعل ويفعل إعلام العدوان يومياً، ولم يكن هناك مستحيل رغم الواقع المستحيل أصلاً، بل كانت معجزة اليمني الذي راهن العالم على إذلاله خلال أسبوع واحد، وإذا به يذل كل تكنولوجياتهم وأسلحتهم وحشودهم ويصبح هو المبادر والمقتدر، وهو من يعزف ألحان النصر وأي نصر!
ماذا سيكتب التاريخ عن الإنجازات والمعجزات التي يجترحها المقاتل اليمني، في ظل وضع وحصار وتكالب عالمي وإمكانيات منعدمة تماما؟ باختصار، اليمن مازال مقبرة الغزاة ومذل الطغاة.
الإعلام اليوم، عربيا كان أم عالميا، يحتفي معنا بالانتصار ويزداد زهوا وهو ينقل انكسار الجيش السعودي ونظام بني سعود الذي عبث بأمن واستقرار المنطقة وصدّر الإرهاب إلى العالم، تلحظ الفرحة بانتصار اليمن تملأ أركان المنطقة وليس اليمنيين وحسب. 
نضال دؤوب وشعب عظيم وقضية عادلة هي سر الانتصار والبطولات، سر المعجزات والصمود المحير، وهي أيضاً سر سقوط بني سعود إذا لم يتراجع العدوان ويعلن اللجوء إلى المفاوضات، كما أنها ستشكل مستقبلاً مفتاحاً لإعادة رسم خارطة المنطقة وفقا لخيارات يمنية بحتة.
الكرة الآن في ملعب بني سعود، وعليهم المسارعة في الانحناء وتحمل ما اقترفته عقلياتهم العفنة والمحملة بالحقد، وإن ازدادوا تكبرا وغرورا فلا عاصم لهم اليوم من أمر الله وسنة الله التي تهيأت، وما اليمنيون إلا سببا في تنفيذها، مشيئة ملك السموات والأرض، الجبار ذي العرش المجيد.

أترك تعليقاً

التعليقات