مناورات غريفيتث
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

الحديث عن زيارة المبعوث الأممي غريفيتث إلى صنعاء، نهاية الأسبوع الجاري، هو جزء من روتين يومي يمارسه غريفيتث على متن طائرة أممية تجوب أجواء الكثير من العواصم تحت مسمى البحث عن حلول للوضع في اليمن، ومع استمرار التحليق وزيارة صنعاء وعمّان ومسقط والرياض وموسكو وواشنطن... الخ من العواصم، قد يتحول الأمر إلى روتين ممل، خصوصاً ومفاتيح الحل معروفة، ولا يعيق التقاطها سوى تساهل الأمم المتحدة في أداء دورها المتوازن والمنصف تجاه اليمن الذي يعاني عدواناً غاشماً وحصاراً ظالماً لأكثر من 4 أعوام.
ما الذي سيقوله غريفيتث للقوى الوطنية في صنعاء بعد أن قدمت تنازلات عديدة في سبيل وقف العدوان ورفع المأساة عن الشعب اليمني في ظل تعنت الطرف الآخر؟
ما الذي سيقوله غريفيتث وهو يزور صنعاء، الأربعاء القادم، حيال إعادة الانتشار التي قام بها الجيش واللجان الشعبية من طرف واحد، ورفض الطرف الآخر التعاطي معها بإيجابية وتنفيذ ما عليه من التزامات؟ 
وما الذي سيقوله غريفيتث لحكومة الإنقاذ بعد المبادرة التي قدمها المجلس السياسي الأعلى من طرف حول فتح حساب خاص بموارد موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى في البنك المركزي فرع الحديدة، وتسليم رواتب الموظفين وبإشراف أممي، وقوبلت بالتعنت والرفض من قبل الطرف الآخر؟
ما الذي سيقوله غريفيتث لسلطة المجلس السياسي الأعلى بعد رحلة من الحيل والتنصل ارتكبها الطرف الآخر ابتداء من تعهده بتسليم رواتب الموظفين وتحييد الاقتصاد إذا ما تم نقل البنك، وكان له ما أراد، ولكنه نكث وتراجع عن عهوده وبتشجيع من الأمم المتحدة ومبعوثها السابق؟
أتدرون ما الذي يريد غريفيتث ومن ورائه الأمم المتحدة؟
إنهم يريدون إيقاف طائراتنا المسيرة وصواريخنا مقابل استمرار قصفهم لمنازل الآمنين.
يريدون أن يأمنوا ويعيشوا مطمئنين، بينما الشعب اليمني يعاني ويلات القتل والدمار والحصار والجوع الممنهج.
يريدون تمزيق اليمن ونهب ثرواته بدون أن نبدي أية مقاومة أو ننبس ببنت شفة. يريدون منا تسليم خرائط الألغام ليسهل عليهم احتلال الحديدة.. يريدون إيقاف ردنا على جرائم العدوان التي يسترزقون باستمرارها وعملوا على شرعنتها. يريدون منا الاعتراف بشرعية هم من أتوا بها لينفذوا مخططاتهم.
وماذا عن المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ؟
يعرفون أن لا فائدة من حوار مع أشخاص لا يمتلكون قرارهم بأيديهم، وإنما لاستمرار إقامة الحجة عليهم. الحجة التي نعلم جميعاً أنها أمام الله والشعب اليمني، وندرك أن الانتصار لن يأتي إلا باستمرار المزيد من التصنيع الصاروخي وثبات رجال الرجال في الميدان، ومصير توقف العدوان مرهون بزلزلة عروش أذناب أمريكا في المنطقة وتعريض اقتصادهم وممالكهم للخطر..

أترك تعليقاً

التعليقات