اسلميها واسلَمي
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

في مثل يمني يقول "اسلميها واسلمي" بكسر ألف وسين الأولى وفتح الثانية. وأصل المثل أن فتاة كانت ترعى الأغنام مع رعاة آخرين من نفس القرية تسكن فيها ولأنها والأطفال الآخرون في مرحلة الصبا والطفولة، تحدثت إلى أبيها بكل فخر بأنها تقوم بمصارعة رعاة الأغنام الآخرين وتطرحهم أرضاً، فقال لها أبوها "يا بنيتي اسلميها واسلمي"، أي انتبهي لعذريتك وهذا أكبر انتصار...
ذكرني المثل بتصريح مستشار ولي عهد أبوظبي، والزاعم أن لا يمن واحد بعد اليوم. 
هذا التصريح جاء بعد الإذعان والاعتراف الرسمي بهزيمة دويلة الإمارات العربية المتصهينة في اليمن، وبحثها عن حلول لخروجها دون ملاحقات وتبعات قانونية تتعلق بالضحايا والجرائم التي ارتكبت على مدى أربعة أعوام بحق اليمن الأرض والإنسان والهوية.
لا ينبغي الرد على سفالة المستشار ووقاحته إلا بعبارة "اسلميها واسلمي" مع القول أنه: 
لا يعرف المستشار أن الحرب ربما قد تطول ولن تنتهي إلا بزوال كنتونات المال المسماة زوراً دولاً والمحسوبة على العروبة والإسلام، وهما منها براء.
لا يستوعب المستشار أن التطور النوعي للقوة الصاروخية والجيش واللجان الشعبية قد يجعل من الإمارات صحراء ويعيدها إلى ما قبل التاريخ. وهو ما استوعبه بن راشد وحذر ابن زايد منه، وربما تكون تلك بداية لانفصال دبي عن الإمارات..
لا يعلم المستشار أن كل ما يمتلكه حكام الإمارات أبراج زجاجية مصيرها مرهون بقرار يمني يكفي بعده مكنسة وشاحنة قمامة واحدة لتأخذها زجاجا محطمة إلى أقرب مكب للقمامات ومسحها، ولن ينزعج التاريخ من طمس سطور عارضة في صفحاته اليمانية الممتلئة بالفخر والبطولة والحضارة...
لا يعرف المستشار أن اليمني ما قبل أن يدفع تكلفة باهظه من الشهداء والبنى التحتية إلا لهدف أسمى وأغلى من الإمارات وحلف الامبريالية، ولن يقبل بوصاية خارجية مهما كان ثمن حريته؛ فكيف سيقبل بيمن مجزأ ومنفصل وضعيف؟!
أبلغوا المستشار بأن الكيل طفح، وبأن الرد اليمني كما بشر به نائب وزير الخارجية لن يبقى ولن يذر، وأن المفاجآت ستكون أكبر مما يتوقع المستشار وعيال زايد وكل من يوهمهم بحمايتهم مقابل المال المدنس.
انصحوا المستشار وولي نعمته خادم أمريكا والامبريالية العالمية بأن اليمن سيد نفسه والمنطقة، وأنه المسؤول عن كتابة التاريخ وموكل بإعادة الحق والعدل الإلهي إلى المنطقة.
إن غداً لناظره قريب.

أترك تعليقاً

التعليقات