بنو سعود.. القفز في الظلام
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

 تحالف العدوان يرتكب مجزرة جديدة، ويقصف أطفال المدارس في صنعاء، والشمس في كبد السماء، والمبعوث يتجول في صنعاء. فهل ثمة رسائل جديدة يود العدوان إيصالها؟ لم تعد السعودية تحتاج إلى من يغوص في عمق سياستها ليكتشف كيف تفكر وبأي منعطف تمر، وإلى أي طريق مسدود ستصل؟! فمن الواضح أن بني سعود لا يملكون سوى وجه قبيح يعمل جهراً لصالح إسرائيل، ويعتقدون أن هيجانهم ووحشيتهم وهم يستهدفون الأطفال والأبرياء في اليمن، لن تكون سوى رسالة سياسية تحمل معنيين؛ أحدهما الرد على انتصارات الجيش واللجان في محور الضالع، وآخر يعني لا تبجيل ولا اعتراف بالأمم المتحدة ومندوبها في اليمن، وهذا تفسير تزامنية القصف مع زيارة غريفيث إلى صنعاء. 
ولكن وبعيداً عن الرسائل الهمجية لبني سعود وطريقتها القديمة والتي لم تعد تجدي نفعاً، بل تؤكد أنها ثور هائج يصارع سكاكين تحوم حوله ولا يراها، وتضاعف ديونها الدموية والأخلاقية في حق الشعب اليمني.. ثمة متغيرات يجب قراءاتها كمؤشرات على بداية جديدة لمفهوم التعامل مع المنطقة، لن تكون السعودية وفقاً لهذا المفهوم سوى بؤرة صراع بدلاً من اليمن وسوريا، وسينتهي ذلك الصراع إلى تقسيم وتشرذم مملكة الرمال، إذ لم تعد في استراتيجية مستخدميها سوى خزانة مالية تتسرب يومياً دون أن تحقق طموحات أمريكا في اليمن وسوريا على وجه الخصوص، وتصويت الكونجرس على إيقاف مساعدة واشنطن في عملياتها في اليمن مؤشر بسيط، وربما نشهد مؤشرات أخرى كبيرة في الأسابيع والأشهر القادمة. 
من جانبها تحاول السعودية النجاة من عقاب الفشل بالهروب إلى ورقة التطبيع، وهي ورقة وإن حظيت بهالة إعلامية، إلا أن عدم انكسار اليمن وفشلها في هزيمة سوريا والقضاء على المقاومة في لبنان، يقلل من تأثير التقارب مع الكيان الصهيوني، ويجعله بلا معنى واقعي، وإنما اختراق إعلامي قد يتلاشى وينقلب ضد إسرائيل، خصوصاً أن دول الممانعة والمقاومة ستستفيد من الهرولة السعودية والخليجية نحو الاعتراف بإسرائيل جهراً بعد أن كان التعامل سراً، من خلال تحويل الاعتراف إلى فرصة لإعادة إحياء القومية العربية والهوية الإسلامية، وستشكل بذلك طوفاناً يزيل هذه الأنظمة العميلة كمقدمة لإزالة الاحتلال الإسرائيلي..
نعم، إن استهداف مدرسة الراعي في حي سعوان، أمس، وقتل الطالبات، واستمرار القصف المتواصل وسياسة التجويع التي تمارس بشكل ممنهج وقاسٍ في حق اليمنيين، لا يمكن أن يغير في موازين القوى على الأرض، أو يساعد في تنفيذ استراتيجية أمريكا في المنطقة. كما أن سكوت الأمم المتحدة رغم تمادي دول العدوان، هو الآخر لن يغير شيئاً، وإنما يسهم في عرقلة النصر وتأخيره، وهو ما تتم مواجهته بمعركة النفس الطويل.

أترك تعليقاً

التعليقات