مبادرة تحاصر العدوان
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي  / لا ميديا -

بعد أن تم شل نصف إنتاج المملكة من النفط الذي تعتمد عليه، ومن موقع القوة، تقدم المجلس السياسي الأعلى بمبادرة جرفت هي الأخرى أي آمال للتصعيد السياسي ضد الشعب اليمني، بل ووضعت المملكة في زاوية لا تستطيع معها الحركة سياسياً كما هو حالها اقتصادياً ومعنوياً. في الوقت نفسه لم تعطِ المبادرة الأمان، وإنما تم ربط ذلك الأمان المتمثل في عدم الاستهداف بإيقاف العدوان. 
المبادرة التي أطلقها رئيس المجلس السياسي الأعلى أكدت مجدداً ضرورة إيجاد مصالحة وطنية لا تستثني أحداً، كما أنها أعلنت للشعب أن القيادة والجيش يتعهدون بأن الوجع لن يكون نصيب اليمنيين فقط، بل سينال كل دول العدوان، وهذا العهد يعني وجود أسلحة عالية المفعول لم يتم استخدامها وستكون مفاجئة.
نعم، بعد قصف منشأتي «بقيق» و»خريص» النفطيتين ضاقت الخيارات على تحالف العدوان، واستحكم الفشل، للحد الذي جعل الإمارات تترقب الحدث، ولا تعي شريكتها في العدوان كيف حدث، وعلى هذا كانت الردود والتصرفات عقب الاستهداف.
السعودية، التي سارعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعطائها أوامر تحديد الفاعل وإلصاق التهمة بإيران، قالت الرياض إنها قادرة على الرد، ولكم أن تضعوا خطاً تحت كلمة «قادرة»، فهي من الناحية النفسية تدل على الضعف المتملك بني سعود وحاولوا إخفاءه بمصطلح القدرة التي لن تفيد شيئاً بعد أن وقع الفأس في الرأس وانتظار الأسوأ أما الإمارات التي أدركت فعلياً أن الدور قادم عليها فقد بني ردها على خيارين: الأول: إرسال وفود وساطة لإقناع الجيش اليمني واللجان الشعبية بعدم الاستهداف كمسار سياسي. أما الخيار الآخر فهو محاولة الضغط ميدانياً من خلال فتح جبهة الحديدة مجدداً، ولمواساة جارتها الرياض بأن احتلال الحديدة يمكن أن يجعل الجيش واللجان يفكرون بعدم التصعيد، على اعتبار أن أي تصعيد آخر سيكون احتلال محافظات أخرى. وبين المسارات التي انتهجتها أبوظبي تناقض لا يساعد عيال زايد ولا يمكن أن يبعد عنهم نصيب الوجع الكبير، والذي سيتم تقسيمه على كل دول العدوان إذا ما استمروا في استهداف اليمن وحصاره ومحاولة تقسيمه، فالحديدة وتحريك جبهة الحديدة لن يثمر، وإنما يفتح أمام مرتزقة الإمارات جحيماً جديداً وانتحاراً على مرأى ومسمع العالم، فلو كانت لهم القدرة على احتلال الحديدة سابقا لما ترددوا لحظة واحدة ولا جنحوا لأي تهدئة. ولكن هو الفشل، رغم كل ما حشدوه. وما النصر الا من عند الله.

أترك تعليقاً

التعليقات