مستنقع أم الدنيا!!
 

أحمد الشريفي

أحمد الشريفي / لا ميديا -

منذ العام 2011 والأقطار العربية، الجمهورية تحديدا، تواجه تحديات حروب وعدوان ومشاكل اقتصادية. وإذا كانت مصر الدولة الوحيدة التي حسمت أمرها بشكل عسكري -نتفق أو نختلف معه- إلا أنه ثبت الاستقرار باستثناء بؤرة سيناء، إلا أن صعود السيسي لم يوقف انهيار الاقتصاد المصري الذي ينزف بشكل تدريجي.
الآن يعمل لمصر أقبية ولجنودها واقتصادها محرقة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تفتيت الجيش المصري، الضامن الوحيد للأمن والقادر على لعب دور عروبي لمصلحة الأمة العربية إن وجدت القيادة الوطنية العروبية، وهذا وحده يكفي لكي تتآمر عليه واشنطن و"تل أبيب". لقد بدأت أخطاء مصر في الذهاب إلى الرياض وتقزيم نفسها، وبالتالي أصبح قرارها السياسي مرهوناً بمصالح أبوظبي والرياض.
وبدأت المرحلة تذهب إلى ما هو أبعد عندما تم إشراك مصر في العدوان على اليمن، والآن يتم الزج بها لتحارب تركيا نيابة عن السعودية والإمارات وتحارب إثيوبيا في الوقت ذاته، فلا مسألة سد النهضة تمت معالجتها ولا بؤرة سيناء تم القضاء عليها ولا استقر الاقتصاد المصري وإنما تراجع احتياطي مصر بشكل كبير، فقد تهاوى من 45 مليار دولار إلى 36 ملياراً، وهو في طريقه إلى المزيد في حال استمرار نهج الرئيس السيسي في الإدارة بشكل خاطئ، ورهن سمعة وثقل وجيش واقتصاد أم الدنيا لابن زايد وابن سلمان.
إن إعلان السيسي الذهاب إلى ليبيا متكئ على وعود سعودية ببعض الدولارات هو أول مستنقعات مصر الكبرى التي ستكون تداعياتها كبيرة وخطيرة على الشعب والجيش في مصر، وستفتح ملف الصراعات بين أقطاب الجيش بتشجيع من دول معادية ترى في إغراق مصر ضرورة ولو شكلية للمسارعة بقبول ضم ثلث الضفة الغربية للكيان الصهيوني كخطوة أولى نحو ضم البقية، وتنفيذ مشروع "حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل".
وهنا لا بد أن يسأل الرئيس السيسي نفسه: أليس ضم الضفة جزءاً من الاعتداء على الأمن القومي المصري إذا ما كانت نظرته استراتيجية بحجم المستقبل؟! أم أن شرق ليبيا فقط هو الأمن المصري؟! وكذلك الحال مع الملك الأردني الذي ستكون مملكته ضحية الضم في المستقبل القريب.
لا يمكن أن يوقف تهديد الخطر الحقيقي لمصر وغيرها من الأقطار إلا شيء واحد فقط، وهو الالتحاق بركب دول المقاومة والتماهي معها، وما عدا ذلك هي تنازلات تدريجية وجر أقدام إلى مستنقع يرونه بعيدا وتراه "إسرائيل" قريباً. والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات