ألا يستجيبون لدعوات السلام!
 

محمد عبده سفيان

للعام الثالث على التوالي تواصل أنظمة تحالف الشر العربي بقيادة مملكة بني سعود وبدعم من أنظمة الشر العالمي وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، شن العدوان البربري الغاشم، وفرض الحصار الهمجي الجائر على وطننا وشعبنا اليمني، بمباركة وغطاء أممي من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وما تسمى (جامعة الدول العربية) التي تحولت إلى (مُفرقة) للدول العربية.
عامان و4 أشهر مضت وما يزال العدوان والحصار مستمرين، وطائرات الموت القادمة من بلاد الحرمين الشريفين تواصل ارتكاب المجازر البشعة في حق المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وتدمر البنى التحتية، مستخدمة الصواريخ والقنابل المحرمة دولياً، أمام سمع وبصر المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً تجاه جرائم الحرب والإبادة الجماعية في حق الشعب اليمني، والتي كان آخرها المجزرة التي ارتكبها طيران العدوان، الثلاثاء الماضي، باستهدافه الأسر النازحة في منطقة الهاملي بمديرية موزع محافظة تعز، بعدة غارات نتج عنها استشهاد 22 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال.
من المؤسف أن هناك من اليمنيين من فضلوا خيار الحرب والدمار على خيار السلام، واتبعوا خطوات الشيطان بدلاً من الجنوح للسلام امتثالاً لأمر الله تعالى في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (البقرة: الآية 208)، فوقفوا الى جانب العدوان وقواته الغازية، وتلقوا الأموال الباهظة ومختلف أنواع الأسلحة من تحالف العدوان لقتال إخوانهم من أبناء شعبهم جنباً الى جنب مع قوات الاحتلال الغازية.
من المؤسف أن هؤلاء السادرين في غيهم، وعلى مدى عامين و4 أشهر مضت، لم يراجعوا حساباتهم، ولم تؤنبهم ضمائرهم على الأرواح البريئة التي تزهق والدماء الزكية التي تسفك ظلماً وعدواناً.
فمازالوا يراهنون على تحالف العدوان، وهو رهان خاسر لا محالة، وكل الدلائل والوقائع والأحداث تؤكد ذلك، ومع ذلك نجدهم يكابرون ويصرون على الاستمرار في السير نحو الهلاك، رافضين كل دعوات السلام المتكررة، والتي كان آخرها دعوة رئيس الجمهورية الأسبق رئيس المؤتمر الشعبي العام الزعيم علي عبدالله صالح، التي وجهها الاثنين الماضي، حيث جدد الدعوة إلى مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً، والوقوف وقفة رجل واحد من أجل الوطن وإنقاذ ما يمكن إنقاذه..
وقال: (ننشد السلام.. سلام الشرفاء الشجعان.. لا سلام الاستسلام.. وأدعو كل الأطراف اليمنية أيّاً كانت مسمّياتها أو مكوّناتها في الداخل أو في الخارج، أن تكون القدوة في التضحية، وأن تقدّم التنازلات للوطن، وأن يبتعد الجميع عن التمترس والمكابرة تحت أي مبرّر أو دوافع، فلابد من التضحية سواءً بالسلطة أو الجاه أو المال، وكذا التخلّي عن التبعية للخارج، لأن مبدأ الولاء الوطني لا يتفق بأي حال مع العمالة والتبعية أيّاً كان شكلها أو نوعها، فالوطن فوق الجميع، والتاريخ لن يرحم من سيظل متمسّكاً بمصالحه الذاتية على حساب مصالح الوطن).
هل آن الأوان لأن يستجيب أولئك السادرون في غيهم لصوت العقل والحكمة، ويعودوا الى جادة الصواب، أم أن الأموال المدنسة التي يقبضونها ثمناً للأرواح البريئة التي تزهق والدماء الزكية التي تسفك، أعمت أبصارهم وبصائرهم، وسيظلون على الطريق الخطأ حتى النهاية؟

أترك تعليقاً

التعليقات

  • الأربعاء , 14 فـبـرايـر , 2018 الساعة 8:31:47 AM

من اجمل المقالات