شرعية الشعب لا شرعية الفار
 

محمد عبده سفيان

شهدت العاصمة صنعاء، مطلع الأسبوع الماضي، 26 مارس المنصرم، طوفاناً بشرياً غير مسبوق في تاريخ اليمن القديم والجديد.. ففي الصباح كانت الجموع الغفيرة من أبناء الشعب اليمني تملأ ميدان السبعين جنوب العاصمة والشوارع المؤدية إلى الميدان من كافة الاتجاهات، وفي العصر احتشدت جموع مماثلة تملأ شارع الستين جنوب الكلية الحربية بمنطقة الروضة شمال شرق العاصمة صنعاء والشوارع المؤدية إلى مكان التجمع، ولو كان أنصار الله نظموا مهرجانهم في الصباح بالتزامن مع مهرجان المؤتمر الشعبي العام وحلفائه، لتحولت كل شوارع العاصمة صنعاء إلى ميدان واحد.
تلك الحشود الملايينية التي تقاطرت من كل حدب وصوب إلى العاصمة صنعاء، وتحركت كالسيل الهادر في شوارعها نحو ميدان السبعين صباحاً والروضة عصراً، أكدت وللمرة المليون أن الشعب اليمني هو صاحب الشرعية، وليس الفار عبدربه منصور هادي ومن معه من الفارين في فنادق الرياض، وعلى مجلس الأمن الدولي والدول الخمس دائمة العضوية فيه والأمم المتحدة إعادة النظر في اعترافها وتأييدها ودعمها لمن لا شرعية له من الشعب اليمني الذي هو صاحب الشرعية الفعلية، وهو مالك السلطة ومصدرها، وعليهم إعادة النظر في دعم وتأييد العدوان البربري الهمجي الغاشم على وطننا وشعبنا اليمني العظيم من قبل حكام مملكة بني سعود وإمارات الخليج والمتحالفين معهم من أنظمة الشر العربي والعالمي.
الطوفان البشري الذي شهدته العاصمة صنعاء، مطلع الأسبوع الماضي، بمناسبة مرور عام على العدوان الذي استهدف وما يزال يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً، أكد لحكام مملكة قرن الشيطان وحلفائهم أن الشعب عصي على الانكسار، وأنه ما يزال صامداً ثابتاً مرابطاً في وطنه الحبيب، مدافعاً عن أرضه وعرضه وسيادته واستقلاله وترابه الوطني من دنس الغزاة والمحتلين والمرتزقة والإرهابيين الذين جلبهم حكام السعودية وإمارات الخليج من أنحاء العالم لقتل اليمنيين واحتلال وطنهم.. وأكد ذلك الطوفان البشري أن اليمنيين ما يزالون وسيظلون واقفين على أقدامهم، ولن تنحني هاماتهم، ولن يركعوا أبداً إلا لخالقهم سبحانه وتعالى، رغم العدوان وما يرتكبه من جرائم وحشية بشعة، ورغم الحصار الجائر جواً وبراً وبحراً.
تلك الحشود الجماهيرية الغفيرة غير المسبوقة وصفها الكثير من الكتاب والمحللين السياسيين بـ(تسونامي بشري)، وقال خليجيون وسعوديون عقلاء إن تلك الحشود الغفيرة لم يشهدوا لها مثيلاً سوى في عرفات ومنى ومزدلفة في موسم الحج الأكبر، مطالبين حكام بلدانهم بضرورة إعادة النظر في العدوان غير المبرر على اليمن أرضاً وإنساناً، ووقف دعم (هادي) وحكومته وأتباعه لأنه لم يعد لهم أية شرعية، فالشعب اليمني هو صاحب الشرعية، وهو وحده من يقرر بإرادته الحرة وعبر صناديق الاقتراع من يحكمه ومن يمتلك شرعية تمثيله، وليس دول تحالف العدوان.
الشعب اليمني قال كلمته يوم 26 مارس المنصرم: لا للعدوان البربري الهمجي الغاشم.. لا للحصار الجوي والبري والبحري الجائر.. لا لشرعية من استدعى العدوان وأشعل فتيل الحرب ونفخ نار الفتنة المذهبية والمناطقية بين أبناء الشعب اليمني.. لا لشرعية من فر إلى السعودية وطلب شن العدوان على وطنه وشعبه.. لا لشرعية من طلب إرسال الطائرات والبوارج والسفن والزوارق الحربية السعودية والإماراتية والمغربية والأمريكية والصهيونية والأردنية والمصرية والسودانية لقتل أبناء شعبه.. الأطفال والنساء والشباب والشيوخ ومنتسبي القوات المسلحة والأمن، وتدمير مقدرات الوطن وإمكاناته العسكرية والتنموية والاقتصادية والخدماتية والتعليمية وآثاره التاريخية والحضارية.. لا لشرعية من طلب إرسال القوات العسكرية من دول تحالف العدوان والمرتزقة من أنحاء العالم عبر شركتي (بلاك ووتر) و(داين جروب) الأمريكيتين والجماعات الإرهابية، لغزو واحتلال وطنه وقتل أبناء شعبه.
الشعب اليمني قالها صرخة مدوية يوم 26 مارس المنصرم، في ميدان السعبين وشارع الستين في الروضة بالعاصمة صنعاء (لن نركع إلا لله.. بالروح بالدم نفديك يا يمن).
أنا الشعبُ زلزلة ٌعاتية
ستخمد نيرانَهمْ غضبتي
ستخرس أصواتهمْ صيحتي
أنا الشعبُ عاصفةٌ طاغية
***
أنا الشعبُ قضاءُ اللهِ في أرضي
  أنا الشعب
على قبضةِ إصراري
سيفنى كلُّ جبارِ
ولن يقهر تياري
أنا النصرُ لأحراري
غداة الحشرِ في أرضي
أنا الشعب
***
أنا الماضي ... تيقظتُ أرى مصرع آلامي
أنا الحاضر، أحلامي على مفرق أيامي
أنا المستقبلُ الزاحفُ في أرضي
  أنا الشعب
شعر/ علي عبدالعزيز نصر
لحنها وغناها الفنان الكبير الأستاذ المرحوم محمد مرشد ناجي

أترك تعليقاً

التعليقات