اليمن وتآمر بني سعود
 

محمد عبده سفيان

للعام الثاني على التوالي يحتفل شعبنا اليمني بأعياده الوطنية (سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر و22 مايو) تحت قصف طيران وبوارج تحالف العدوان السعودي الصهيوأمريكي البربري الغاشم، وفي ظل الحصار الجوي والبري والبحري الجائر، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن اليمنيين فعلاً (أولو قوة وأولو بأس شديد).. فقد أثبتوا على مدى عام ونصف، وما يزالون، أنهم شعب عظيم لم ولن تنحني هاماتهم أبداً إلا لله وحده، مهما بلغت وحشية العدوان والتكالب الدولي لإجبارهم على الانحناء والخضوع والخنوع والاستسلام، ومهما أنفق حكام مملكة بني سعود وإمارات الخليج من الأموال الطائلة لشراء الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والدبابات والمدرعات والمدافع ومنصات الصواريخ والآليات العسكرية والطائرات والبوارج والسفن والزوارق الحربية والقنابل الفراغية والعنقودية والفسفورية التي تقتل بها أبناء الشعب اليمني، ومهما بلغ حجم الأموال الهائلة التي ينفقونها لشراء الذمم والمواقف سواء للأشخاص أو للمنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والعربية والدولية، بما فيها الجامعة العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وشراء العملاء والمرتزقة الأجانب واليمنيين ـ للأسف الشديد ـ لقتال الجيش واللجان الشعبية، فلن يستطيعوا إجبار الشعب اليمني على رفع الراية البيضاء وإعلان الاستسلام والقبول بفرض الوصاية السعودية عليه والقبول بوجود القوات الغازية على أرضه سواء في عدن أو لحج أو حضرموت أو شبوة أو سقطرى أو مأرب أو الجوف، مهما كانت التضحيات.
لقد صمد الشعب اليمني في وجه تحالف العدوان الذي شكله حكام مملكة بني سعود عام 1962م، وضم الدول الرجعية والامبريالية، وعلى رأسها الامبراطورية العظمى آنذاك (المملكة المتحدة البريطانية)، لوأد ثورة 26 أيلول وإسقاط النظام الجمهوري الوليد وإعادة الحكم الملكي الإمامي الكهنوتي البائد، ولكنهم فشلوا في تحقيق ذلك على مدى 8 سنوات، رغم تمكن القوات الموالية لهم (القوات الملكية) من حصار العاصمة صنعاء أواخر عام 67 وحتى فبراير 1968، إلا أن تلك القوات لم تتمكن من الدخول إلى العاصمة رغم العدد الكبير في العتاد العسكري والبشري، بفضل الصمود البطولي لأبطال القوات المسلحة والأمن وسكان العاصمة صنعاء المحاصرين والمقاومة الشعبية الذين تقاطروا من كل مناطق اليمن شماله وجنوبه للمشاركة في فك الحصار على العاصمة صنعاء، وصنعوا جميعاً ملحمة السبعين يوماً التاريخية، حيث تمكنوا من كسر الحصار عن العاصمة صنعاء وإلحاق الهزيمة الساحقة بالقوات الملكية ومطاردة فلول الملكيين إلى ما وراء الحدود الشمالية الفاصلة بين اليمن والسعودية.
ها هو التاريخ يعيد نفسه اليوم من جديد، حيث شكل حكام مملكة بني سعود أكبر تحالف عسكري في تاريخ المنطقة ضم إلى جانب مملكتهم إمارات الخليج العربي (الإمارات ـ قطر ـ البحرين ـ الكويت) والمملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المغربية ومصر والسودان، إلى جانب تركيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، للعدوان على الشعب اليمني، بدعم من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بذريعة إعادة ما يسمونه (الرئيس وحكومته الشرعية)، بينما الهدف الحقيقي من العدوان هو تدمير مقدرات الشعب اليمني التنموية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وتمزيق وحدته الوطنية ونسيجه الاجتماعي، وإجباره على القبول بفرض وصاية حكام مملكة بني سعود بحيث يكون رئيس الجمهورية والحكومة يتلقون الأوامر والتوجيهات من سفير حكام مملكة بني سعود في صنعاء، وهذا أمر غير وارد، فلن يقبل اليمنيون بوصاية حكام السعودية أو غيرهم، أو القبول بأن يتم فرض من يحكمهم سواء من الرياض أو أبوظبي أو المنامة أو الدوحة أو لندن أو واشنطن، فكما رفضوا في ضحى سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر والسبعين يوماً، وأبوا ركعة الهون وضعف الانحناء، سيرفضون الركوع والانحناء لغير الله مهما بلغت وحشية العدوان السعودي الصهيوأمريكي.

أترك تعليقاً

التعليقات