رمضان على الأبواب.. أين الراتب؟
 

محمد عبده سفيان

12 يوماً فقط تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، والذي يحل على شعبنا اليمني للعام الثالث على التوالي في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة للغاية جراء استمرار العدوان والحصار من قبل حكام مملكة بني سعود وإمارات الخليج وأنظمة الشر العربي والإسلامي والعالمي، ضد وطننا وشعبنا اليمني الصامد الصابر.
نستقبل شهر رمضان هذا العام في ظل ظروف أكثر صعوبة من العامين السابقين، جراء توقف صرف المرتبات لـ8 أشهر متتالية، منذ أن قام الفار هادي وحكومته في فنادق الرياض بنقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى العاصمة الاقتصادية عدن، في سبتمبر 2016م، بعد الالتزامات التي قدموها للبنك وصندوق النقد الدوليين، وأمام العالم أجمع في الأمم المتحدة، بأنهم سيفون بكافة التزامات البنك المركزي، بما فيها دفع المرتبات لكافة العاملين في الدولة، فتمت الموافقة على نقل البنك، وتسلمهم مبلغ 200 مليار ريال من مبلغ الـ400 مليار التي تم طبعها في روسيا الاتحادية، على أساس أن يتم البدء بصرف المرتبات، وسيتم لاحقاً إرسال بقية المبلغ، ولكن هادي ورئيس حكومته في فنادق عاصمة العدوان (الرياض) لم يفوا بالتزاماتهم بصرف المرتبات رغم الوعود المتكررة بصرفها، وكل الذي صرفوه خلال الفترة الماضية مرتب شهر واحد فقط للموظفين المدنيين في المحافظات الجنوبية والشرقية وموظفي التربية والتعليم بأمانة العاصمة صنعاء، في نفس اليوم الذي قدم فيه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل (ولد الشيك) إحاطته لمجلس الأمن الدولي، والتي ذكر فيها كذباً وزوراً أن ما يسميها (الحكومة الشرعية) قامت بصرف المرتبات للموظفين في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات.. كما تم صرف مرتب شهر واحد فقط لموظفي التربية والتعليم في 7 مديريات بمحافظة تعز، ولم يتم استكمال عملية الصرف لبقية المديريات.
طبعاً ليس مبلغ الـ200 مليار ريال هو المبلغ الوحيد الذي تم توريده إلى فرع البنك المركزي بعدن، بل هناك مبالغ أخرى كبيرة تم تسليمها للفار هادي ورئيس حكومته (بن دغر) من قبل السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين، للوفاء بصرف المرتبات، وكذا لتوفير كافة الخدمات العامة، وفي مقدمتها الطبية، للمواطنين وعلاج الجرحى في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، ليس ذلك وحسب، بل تم تحويل. كل الإيرادات السيادية إلى البنك في عدن (إيرادات مبيعات الغاز والمشتقات النفطية، وإيرادات مطار عدن الدولي الذي أصبح هو المنفذ الجوي الوحيد لليمنيين إلى العالم، وكذا مطار المكلا ومطار الريان بسيئون، وميناءي عدن والمكلا، ومنفذ الوديعة البري الذي أصبح المنفذ البري الوحيد الذي يسافر عبره اليمنيون إلى الخارج ويعودون عبره إلى الوطن)، ولكنهم منذ أن تم نقل البنك في سبتمبر 2016م، وهم يبيعون الوهم للشعب اليمني، ويكذبون على الأمم المتحدة بأنهم يصرفون المرتبات.
8 أشهر والناس بدون مرتبات، ويعيشون ظروفاً صعبة جداً، بينما الفار هادي وأعضاء حكومته ومستشاروه والقيادات الموالية له ينعمون مع أسرهم برغد العيش في الرياض وبقية العواصم العربية والإسلامية والأجنبية، ويكيلون الوعود الكاذبة بأنهم سيصرفون المرتبات، ولكنها مجرد وعود (دنبوعية).
أما حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء برئاسة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، فلم تتمكن من الوفاء بالتزاماتها بصرف المرتبات كاملة، ولا حتى نصف الراتب شهرياً، ولو في المحافظات التي تحت سيطرة السلطة في صنعاء، رغم الوعود المتكررة من رئيس الحكومة بأنه سيتم حل مشكلة صرف المرتبات، ولكن للأسف مضت 8 أشهر والمشكلة لازالت قائمة ولم يتم حلها، والسبب ـ كما قيل ـ عدم توفر السيولة النقدية في البنك بسبب شحة الموارد المالية، رغم أن هناك إيرادات كبيرة تتم جبايتها كجمارك البضائع التي يتم استيرادها، وضرائب المنتجات المصنعة محلياً، ومنها ضرائب السجائر (كمران وروثمان وغمدان) والمحددة بـ5 ريالات على الباكت الواحد، فإذا افترضنا أنه يتم في اليوم الواحد إنتاج مليون باكت، فكم مبلغ الضريبة المستحقة في اليوم وفي الشهر..؟ وكذلك ضرائب القات ورسوم النظافة والتحسين وضرائب المصانع والشركات والمحلات التجارية وأسواق الخضروات واللحوم والأسماك.. (الحساب على وزير المالية) فعنده الخبر اليقين عن حجم الإيرادات العامة للدولة، وهو المقلد والمحاسب أمام الله والشعب.
مختصر الكلام: حكومة الإنقاذ الوطني يبدو أنها بحاجة إلى من ينقذها، فهي أيضاً تكيل الوعود بصرف المرتبات، ولكنها مجرد وعود لم يلمسها المواطن على الواقع.
اتقوا الله في الشعب اليمني الصابر المحتسب.. اتقوا دعوات المظلومين فليس بينها وبين الله حجاب.. ورمضان كريم مقدماً.

أترك تعليقاً

التعليقات