خسروا الرهان
 

محمد عبده سفيان

أكثر من 600 يوم مضت على بدء العدوان البربري الغاشم والحصار الجوي والبري والبحري الجائر على وطننا وشعبنا، والذي ما يزال مستمراً من قبل تحالف أنظمة الشر العربي بقيادة مملكة بني سعود الذين استخدموا كل إمكاناتهم، وقدراتهم الهائلة العسكرية والمالية والإعلامية، لإجبار الشعب اليمني الصامد والمقاوم والصابر، على الخضوع والاستسلام ورفع الراية البيضاء، ولكنهم فشلوا في ذلك بفضل الصمود البطولي لرجال الرجال الصناديد من منتسبي القوات المسلحة واللجان الشعبية الذين سطروا وما يزالون أروع صفحات البطولة والفداء والتضحية دفاعاً عن الأرض والعرض والشرف والكرامة والإباء اليمني وسيادة واستقلال الوطن، في جميع الجبهات الداخلية وفي جبهات نجران وجيزان وعسير.
راهن حكام مملكة بني سعود وشركاؤهم في عاصفة الجرم العربي، على المليشيات التابعة لمرتزقتهم من قيادات الإصلاح والجماعات السلفية المتطرفة وتنظيمي القاعدة وداعش وبعض قيادات الحزب الاشتراكي والتنظيم الناصري والمنشقين عن المؤتمر الشعبي العام، والقيادات العسكرية والأمنية المنشقة من الجيش والأمن والموالية للفارين هادي وعلي محسن، في حسم معركة الاستيلاء على محافظات تعز وإب وذمار والبيضاء ومأرب والجوف وعمران وصعدة وحجة والحديدة، وصولاً إلى العاصمة صنعاء، مدعومين بالقوات الغازية التابعة للدول المشاركة في تحالف العدوان، والمرتزقة الأجانب الذين تم جلبهم من مختلف دول العالم عبر شركتي (بلاك ووتر) و(داين جروب)، وراهنوا على العتاد العسكري الهائل من مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة الحديثة والمتطورة التي تم إرسالها وبكميات مهولة إلى المناطق المستهدفة.. كما راهنوا على ما تم حشده من طائرات وبوارج وسفن وزوارق حربية حديثة ومتطورة بهدف احتلال اليمن.. وراهنوا على الضربات الجوية التي استهدفت في الأيام الثلاثة الأولى للعدوان، كافة القواعد والدفاعات الجوية والمطارات المدنية والحربية والموانئ ومقرات القيادة والعمليات والتحكم والسيطرة ومنصات الصواريخ ومخازن الأسلحة والتموين ومعظم المنشآت العسكرية.
لقد راهنوا على أن معركة احتلال اليمن لن تزيد عن 60 يوماً، خصوصاً بعد أن أعلن الناطق الكاذب لقوات التحالف أحمد العسيري، أن الطائرات الحربية دمرت ما نسبته 85% من قدرات الجيش اليمني واللجان الشعبية البشرية والعتاد العسكري، بما في ذلك مخازن الأسلحة والصواريخ الباليستية، ولكنهم تفاجأوا بعد مرور 3 أشهر أن قواتهم الغازية والمليشيات التابعة لمرتزقتهم والمرتزقة الأجانب، لم يستطيعوا تجاوز شعب الجن في باب المندب وصحن الجن في مأرب وكرش في لحج ونهم في محافظة صنعاء، ليس ذلك وحسب، بل تفاجأوا بأن أبطال الجيش واللجان يتوغلون في مناطق جيزان ونجران وعسير، وأن صواريخ توشكا وقاهر والزلزال تدك معسكرات قواتهم الغازية ومرتزقتهم في مختلف الجبهات الداخلية وفي نجران وعسير وجيزان، فأصيبوا بحالة هستيريا أفقدتهم توازنهم والسيطرة على تصرفاتهم وقراراتهم التي تجلت بوضوح من خلال الغارات الجوية الهستيرية التي شنها طيرانهم الحربي على مدى 19 شهراً من العدوان، مستهدفاً وبشكل ممنهج منازل المواطنين والتجمعات السكانية، مرتكباً مئات المجازر المروعة في حق المدنيين، واستهدف كافة المنشآت العامة والخاصة، لإجبار الشعب اليمني على الاستسلام ورفع الراية البيضاء، لكن ذلك لم يزد أبناء اليمن الأحرار إلا صموداً وثباتاً وإصراراً على مواجهة العدوان مهما بالغ المعتدون في ارتكاب جرائمهم المروعة.
لقد أثبت اليمانيون على مدى 600 يوم من العدوان والحصار، أنهم فعلاً (أولو قوة وأولو بأسٍ شديد)، وأنهم يرفضون ركعة الهون وضعف الانحناء رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي راهن عليها قادة تحالف العدوان ومرتزقتهم بأنها الورقة الرابحة التي ستجبر أبناء اليمن الأحرار على الخضوع والخنوع والاستسلام، وهذا لن يحدث أبداً، فلا يمكن أن يقبل أي يمني حر وشريف بأن تكون اليمن تابعة لمملكة بني سعود، وأن يكون سفيرهم في صنعاء بمثابة المندوب السامي.

أترك تعليقاً

التعليقات