تعز تحترق بنيران الفتنة
 

محمد عبده سفيان

عام و8 أشهر مضت على اندلاع شرارة نار الفتنة المناطقية والطائفية والمذهبية المقيتة في العاصمة الثقافية لليمن ومنارة العلم ومدينة السلام والوئام: تعز، التي كانت تنبض بالحياة وتنعم بالأمن والأمان والاستقرار، وكانت تمثل قلب اليمن النابض، سعى تجار الحروب وأصحاب المشاريع الصغيرة إلى بذر سموم الأحقاد والكراهية وإذكاء نار الفتنة المناطقية والمذهبية والطائفية المقيتة في أوساط أبنائها بمختلف الوسائل الشيطانية القذرة، وكانت الأحداث المؤسفة التي شهدها وطننا اليمني عام 2011م، هي المحطة الرئيسية لتعميق هذه السلوكيات الدخيلة في أوساط المجتمع، فمؤامرة (الربيع العبري) التي اجتاحت تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن، أوجدت شرخاً عميقاً في النسيج الاجتماعي في هذه الدول، وآثار ذلك واضحة وملموسة في الواقع المعاش.
ما تشهده مدينة تعز والمحافظة بشكل عام، من تعبئة مناطقية وطائفية ومذهبية مقيتة، من قبل أولئك النفر الذين جندوا أنفسهم لهذه المهمة القذرة منذ 2011م، والتي تجلت نتائجها الكارثية منذ مطلع العام المنصرم 2015م، بشكل كارثي غير مسبوق في تاريخ اليمن، لم تقتصر هذه التعبئة الخاطئة على المناطقية والطائفية والمذهبية وحسب، بل عملت على زرع ثقافة الحقد والكراهية والبغضاء بين أبناء تعز أنفسهم على مستوى المدينة والريف، وعلى مستوى القرية، بل الأسرة الواحدة، فكل من لا يؤيد تحالف العدوان السعودي، ولا يقف إلى جانب ما يسمى (المقاومة)، يعد في نظر أولئك النافخين في نار الفتنة ومسعري الحرب والخراب والدمار، عفاشياً حوثياً، ويطلقون عليهم (حوافيش) وعملاء وخونة ومرتزقة للحوثي وعفاش وروافض ومجوساً عملاء لإيران، وكل من يؤيد العدوان وخرج في المسيرات المؤيدة لقتل أبناء الشعب اليمني، وتدمير مقدراتهم، وانتهاك سيادة واستقلال وطنهم وتدنيس ترابه الوطني، وكل من رفع صور قادة تحالف العدوان، وردد عبارات (شكراً سلمان) و(اضرب اضرب يا سلمان)، وكل من تلقى الدعم المالي والعسكري من السعودية وإمارات الخليج، هو في نظرهم وطني ومخلص ومدافع عن الوطن وسيادته واستقلاله وكرامة الشعب!
والمؤسف أن الكثيرين ممن يذكون نار الفتنة المناطقية والطائفية والمذهبية، ويكرسون ثقافة الحقد والكراهية، محسوبون كمثقفين وصحفيين وأكاديميين وتربويين وحقوقيين وسياسيين، والنتيجة هي ما تشهده مدينة تعز بوجه خاص وعدد من المديريات من أحداث مؤسفة تتمثل في مواجهات بين الجيش واللجان والمليشيات المسلحة الموالية لتحالف العدوان، وما يرتكبه من جرائم في حق المناهضين للعدوان كالقتل والسحل والذبح واقتحام المنازل ونهبها وإحراقها، إضافة إلى المجازر البشعة التي ترتكبها طائرات تحالف العدوان السعودي.
وختام القول: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها).

أترك تعليقاً

التعليقات