أفيقوا من غفلتكم
 

محمد عبده سفيان

بحلول اليوم الأحد 26 مارس 2017م، اكتمل عامان بالتمام والكمال على العدوان البربري الهمجي الغاشم والحصار الجائر جواً وبراً وبحراً على وطننا وشعبنا اليمني، من قبل تحالف أنظمة الشر العربي بقيادة مملكة بني سعود، وبدعم من أنظمة الشر العالمي، وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
عامان من العدوان والحصار والحرب الملعونة التي أشعل فتيلها الفار هادي والموالون له من أحزاب (التآمر) المشترك، والذين تم تمويلهم ودعمهم مالياً وعسكرياً وسياسياً وإعلامياً من قبل حكام السعودية وإمارات الخليج، الذين لم يكتفوا بشن عدوانهم الغاشم، بل عمدوا لإشعال نار الفتنة الطائفية والمذهبية والمناطقية وتفجير الحرب العبثية بين أبناء الشعب اليمني لإغراق اليمن في مستنقع الفتنة والحروب الطاحنة والإرهاب كما هو الحال في سوريا والعراق وليبيا والصومال.
عامان من إزهاق أرواح اليمنيين البريئة وسفك دمائهم الزكية وتدمير مقدرات وطنهم التنموية والخدمية والتعليمية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، بمبررات واهية.. فتارة يقولون إن عدوانهم وحصارهم على الشعب اليمني هو من أجل إعادة ما يسمونها (الشرعية)، ويدعون كذباً وزوراً أن تحالفهم القذر تم تشكيله بطلب من الفار هادي، بينما هو أكد أنه لم يطلب من السعودية ودول الخليج التدخل العسكري، وقال في المقابلة التي أجرته معه قناة (أبوظبي) الفضائية، إنه لم يكن على علم بأن هناك عاصفة حزم وبدء الغارات الجوية، وأنه تفاجأ بإبلاغه بذلك في الساعة الـ8 من صباح يوم 26 مارس 2015م، وهو في مدينة الغيضة بمحافظة المهرة، فاراً من عدن إلى عُمان، ومنها إلى السعودية.. وقال بأن الأمريكان أكدوا له أنه لن يكون هناك تدخل في الشأن اليمني.
وتارة أخرى يقولون إن عدوانهم على اليمن هو من أجل وقف التمدد والتوسع الشيعي والنفوذ الإيراني، وحماية الحرمين الشريفين من خطر محتمل قادم من اليمن، وأخيراً كشف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، أو بالأصح (ممثل أنظمة تحالف العدوان في الأمم المتحدة)، الهدف الحقيقي من العدوان، في المقابلة التي أجرتها معه قناة (فرانس24) الفضائية، نهاية الأسبوع قبل الماضي، حيث قال: (لن يكون هناك حل سياسي في اليمن بدون تدمير الصواريخ الباليستية أو تسليمها لطرف ثالث)، وهذا تأكيد صريح وواضح بأن التحالف العسكري الذي شكله حكام مملكة بني سعود للعدوان على اليمن، هدفه الرئيسي هو تدمير القدرات العسكرية البشرية والعتاد العسكري، وفي مقدمة ذلك القوة الصاروخية والدفاع الجوي والقوات البحرية والأمنية. ويتضح ذلك بجلاء من خلال الاستهداف الممنهج الذي طال وما يزال منذ عامين المعاهد والمدارس والكليات والمنشآت العسكرية والأمنية والمطارات والموانئ، بالإضافة إلى البنى التحتية والمنشآت الخدمية والتعليمية والصناعية.
فهل يعي أولئك السادرون في غيهم حقيقة أهداف تحالف العدوان السعودي، فيفيقوا من غفلتهم ويثوبوا إلى رشدهم ويراجعوا حساباتهم ويتعظوا مما يحدث في العراق وسوريا وليبيا، فيمتثلوا لأمر الله تعالى بالدخول في السلم كافة، ولا يستمروا في اتباع خطوات الشيطان الذي يقودهم إلى الهلاك؟

أترك تعليقاً

التعليقات