مملكة بيت العنكبوت
 

محمد عبده سفيان

يوشك أن يكتمل عام على بدء العدوان البربري الهمجي الغاشم والحصار الجوي والبري والبحري الجائر على وطننا وشعبنا اليمني من قبل حكام مملكة بني سعود وحلفائهم من أنظمة الشر العربي، وبدعم من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، ومباركة من منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وما يسمى (جامعة الدول العربية) التي انحرفت بمهامها من جامعة للدول العربية إلى مفرقة وممزقة لها.
عام من الصمود الأسطوري لأبناء الشعب اليمني في وجه العدوان الظالم والحصار الجائر.. عام من الصمود البطولي والفداء والتضحية لمنتسبي القوات المسلحة والأمن والمواطنين الشرفاء الذين حملوا السلاح وتوجهوا إلى جبهات البطولة والفداء والشرف والتضحية للدفاع عن وطنهم وسيادته واستقلاله وعن كرامة وعزة أبناء شعبهم.
هؤلاء الرجال الرجال الصناديد الذين حملوا على عواتقهم مسؤولية الذود عن حياض الوطن والأرض والعرض، لم ترهبهم الترسانة العسكرية الهائلة من الدبابات والمدرعات والعربات والآليات والمدافع وراجمات الصواريخ ومختلف أنواع الأسلحة الحديثة والمتطورة والطائرات والبوارج والسفن والزوارق الحربية ولا القوات البشرية الكبيرة التي حشدها حكام مملكة بني سعود من أكثر من 20 دولة للعدوان على وطننا اليمني واحتلاله، فلم يتجرأوا على شن العدوان لوحدهم رغم ما يمتلكونه من ترسانة عسكرية مهولة حديثة ومتطورة، ورغم ما يمتلكونه من قوات بشرية هائلة، فاستعانوا بأكثر من 20 دولة لمشاركتهم في العدوان، لأنهم يدركون جيداً أن قواتهم البرية ليس في مقدورها مواجهة أبطال الجيش واللجان الشعبية رغم الفارق الكبير في العدد والعتاد، ورغم الإسناد الجوي والبحري من الطائرات والبوارج والسفن الحربية، فهم يعلمون علم اليقين أن الجيش اليمني وخصوصاً الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وقوات الأمن المركزي، يتميزون بدرجة عالية من الكفاءة والقدرات القتالية، وأن مقاتلي اللجان الشعبية وكل اليمنيين يتمتعون بالشجاعة والإقدام والمواجهة في ساحات النزال.. ويدركون جيداً أنهم سيواجهون رجالاً أشداء لا يهابون الموت، رجالاً صناديد (أولو قوة وأولو بأس شديد)، ولذلك عمدوا إلى تشكيل تحالف يضم دول ما يسمى (مجلس التعاون الخليجي) باستثناء سلطنة عمان الشقيقة التي رفضت قيادتها الحكيمة ممثلة بالسلطان قابوس بن سعيد، المشاركة في تحالف العدوان على بلادنا وشعبنا، إضافة إلى عدد من الدول العربية (الشقيقة) التي قبض حكامها ثمن المشاركة في تحالف العدوان لقتل اليمنيين وتدمير مقدراتهم، قبضوا الثمن عداً ونقداً من أموال السعودية ودول الخليج العربي، إضافة إلى مشاركة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وبعض الدول الأوروبية بصورة مباشرة وغير مباشرة.
حشد حكام مملكة بني سعود كل ما لديهم من قوات بشرية وترسانة عسكرية حديثة ومتطورة، ولم يكتفوا بذلك، بل عقدوا عدة صفقات لشراء طائرات وبوارج وسفن وزوارق حربية ودبابات ومدرعات ومدافع وآليات ومنظومات صواريخ حديثة ومتطورة، واستعانوا بحلفائهم من الحكام العرب وأمريكا وبريطانيا وإسرائيل، واعتقدوا أنهم بذلك سوف يتمكنون من اجتياز الخطوط الحدودية الفاصلة بين بلادنا ومملكتهم في أقل من 48 ساعة، بعد أن تكون طائراتهم الحربية الحديثة قد شنت غارات مكثفة على العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية، دمرت خلالها المطارات المدنية والحربية والقواعد الجوية ومنظومات الصواريخ والدفاعات الجوية وشبكات الاتصالات والكهرباء ومخازن الأسلحة والتموين والوقود والمعسكرات ومقرات قيادات الجيش وغرف العمليات والجسور التي تربط طرق المحافظات.
ليس ذلك وحسب، بل اعتقدوا أن تلك القوات الهائلة التي حشدوها في المناطق الحدودية الشمالية والشرقية لبلادنا، ستتمكن من اجتياح محافظة صعدة وصولاً إلى عمران، وستجتاح محافظة حجة وصولاً إلى الحديدة، وستجتاح محافظتي الجوف ومأرب وصولاً إلى أطراف العاصمة صنعاء، فيما ستتمكن القوات التي تم إنزالها في عدن من اجتياح محافظات لحج والضالع وتعز وإب والبيضاء، وستلتقي في ذمار استعداداً لإسقاط العاصمة صنعاء خلال أسبوع على أكثر تقدير، بمساعدة المليشيات المسلحة التابعة لمرتزقتهم وعملائهم سواء الذين هم في فنادق الرياض أو الذين هم داخل الوطن (المليشيات التابعة للفار عبدربه منصور هادي والفار علي محسن) سواء المنشقين من الجيش والأمن أو ما يسمى (الحراك الجنوبي المسلح)، وكذا المليشيات التابعة لحزب الإصلاح وشركائه من الحزب الاشتراكي والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وتنظيم القاعدة والجماعات السلفية المتطرفة وما يسمى (أنصار الشريعة وجيش عدن أبين الإسلامي) ومقاتلي داعش سواء الذين هم متواجدون على الأرض اليمنية أو الذين كانوا يقاتلون في العراق وسوريا وتم جلبهم عن طريق تركيا، وكذلك المرتزقة الأجانب من مختلف الجنسيات الأفريقية والأوروبية الذين تم جلبهم عن طريق شركة (بلاك ووتر) الأمريكية، ولكنهم فشلوا في تحقيق ما خططوا له وتوهموا أنهم قادرون على تحقيقه، فبعد عام من العدوان وجدوا أن حساباتهم كانت خاطئة، فلم تستطع قوات (درع الجزيرة) ولا القوات التي جلبوها من الدول المتحالفة معهم ومرتزقة (بلاك ووتر) والمنشقون من الجيش اليمني والمليشيات التابعة لعملائهم ومرتزقتهم والجماعات والتنظيمات الإرهابية، تحقيق ما توهموا أنهم قادرون على تحقيقه خلال أسبوع. ليس ذلك وحسب، بل إنهم تفاجأوا بأبطال الجيش واللجان الشعبية يجتازون الخطوط الحدودية، ويتوغلون في عمق أراضي نجران وجيزان وعسير، ليثبتوا لأبناء نجد والحجاز ودول الخليج العربي مجتمعة والدول المشاركة في عاصفة الجرم، أن مملكة بني سعود أهون من بيت العنكبوت، لأنها لم تستطع أن تخوض الحرب ضد اليمن منفردة أو بمشاركة حلفائها دول الخليج العربي، بل استعانت بأكثر من 12 دولة عربية، بالإضافة إلى أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ودول أوروبية أخرى ومرتزقة أجانب من مختلف دول العالم، ورغم ذلك عجزت كل هذه القوات مجتمعة، إلى جانب المليشيات التابعة لمرتزقتهم وعملائهم في مأرب والجوف وشبوة وعدن ولحج والضالع وتعز وإب، عن كسر إرادة أبناء الشعب اليمني وقواتهم المسلحة ولجانهم الشعبية الذين أثبتوا للعالم أجمع أنهم فعلاً (أولو قوة وأولو بأس شديد)، وأن اليمن مقبرة الغزاة عبر التاريخ.

أترك تعليقاً

التعليقات