حياة 27 مليوناً مقابل (هادي)؟!
 

محمد عبده سفيان

من عجائب الزمن أن يتم تدمير اليمن، وشن حرب إبادة على الشعب اليمني، من قبل السعودية وشركائها في تحالف العدوان من إمارات الخليج العربي والدول العربية وأمريكا وبريطانيا وإسرائيل ودول أوروبية أخرى، من أجل عودة الرئيس المنتهية ولايته والمستقيل من منصبه والفار في السعودية عبدربه منصور هادي، إلى كرسي الرئاسة!
ومن عجائب الزمن أيضاً أن يتم تدمير سوريا، وشن حرب إبادة على الشعب العربي السوري، من أجل إجبار الرئيس بشار حافظ الأسد على الرحيل من كرسي الرئاسة!
أكثر من عام و50 يوماً مضت، وما يزال العدوان والحصار الجوي والبري والبحري مستمراً على وطننا وشعبنا اليمني، من قبل السعودية وحلفائها في (عاصفة الجرم) السعودي العربي الأمريكي الصهيوني، وما زالت الحرب العبثية المجنونة التي أشعل فتيلها الفار هادي بتراجعه عن استقالته وإعلانه الحرب من عدن بدعم ومساندة من السعودية وإمارات الخليج العربي وحلفائها العرب وأمريكا وإسرائيل.. ما زالت تدور رحاها في عدد من مناطق الجمهورية اليمنية، وخصوصاً في محافظات تعز ولحج والجوف ومأرب، بين الجيش المسنود باللجان الشعبية، والمليشيات التابعة لحزب الإصلاح وشركائه من الاشتراكيين والناصريين والفار هادي وعلى محسن وتنظيم القاعدة وداعش وأنصار الشريعة والجماعات السلفية المتطرفة.
آلاف اليمنيين قتلوا وأصيبوا، معظمهم من الأطفال والنساء، سواء بقصف الطائرات والبوارج والسفن الحربية التابعة لتحالف العدوان السعودي الصهيوأمريكي، أو جراء الحرب الداخلية.. آلاف المنازل والمنشآت العامة والخاصة دمرت، و27 مليون يمني محاصرون، ووفد الرياض في مشاورات السلام التي تحتضنها الكويت منذ 18 أبريل المنصرم، يصر على عودة الفار هادي وحكومته في فنادق الرياض، للحكم، ولو لمدة 90 يوماً، واضعين بذلك حياة 27 مليون يمني، ومستقبل الوطن ووحدته وأمنه واستقراره وسيادته الوطنية، في كفة، وعودة هادي إلى كرسي الرئاسة في كفة.
لماذا كل هذا الإصرار العجيب على ضرورة القبول بشرعية هادي الفاقد شرعيته بانتهاء فترة رئاسته في 21 فبراير 2014م، وبتقديم استقالته في 22 يناير 2015م، من فترة الرئاسة التي تم تمديدها له لمدة عام من قبل مؤتمر الحوار الوطني في ختام أعماله في 22 يناير 2014م؟ ولماذا كل هذا الإصرار على ضرورة القبول بعودته إلى عدن كرئيس بدون صلاحيات ولمدة 90 يوماً؟
لماذا كل هذا الإصرار على وضع حياة 27 مليون يمني مقابل عودة الفار هادي إلى عدن كرئيس بدون صلاحيات؟!
هل يعتقد حكام السعودية وحلفاؤهم من حكام إمارات الخليج، أن أبناء الشعب اليمني سيقبلون بأن يعود هادي وعلي محسن ومن معهم في الرياض، ممن استدعوا العدوان وأيدوه، وقدموا الإحداثيات، وكشفوا الأسرار العسكرية، إلى سدة الحكم، والتحكم برقابهم مرة أخرى، بعد كل الأرواح التي أزهقت والدماء التي سفكت والدمار الشامل لكل المنشآت العامة والخاصة والبنى التحتية؟.. هل يعتقدون أن القبول بشرعية هادي وعودته كرئيس بدون صلاحيات لمدة 90 يوماً، سيعفيهم من مطالبة الشعب اليمني بالتعويض لأسر من قتلتهم طائراتهم وبوارجهم وسفنهم الحربية ودباباتهم ومدرعاتهم ومدافعهم، وتعويض المصابين، وإعادة ما دمروه من منازل ومنشآت عامة وخاصة؟.. 
إذا كانوا يعتقدون ذلك، فهم أغبياء بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.. عليهم أن يدركوا أن جرائمهم التي ارتكبوها في حق الشعب اليمني، لن تسقط بالتقادم، طال الزمن أم قصر.

أترك تعليقاً

التعليقات