لا شرعية لمن خانوا الوطن
 

محمد عبده سفيان

عام و5 أشهر مضت والعدوان الهمجي البربري الغاشم والحصار الجائر متواصل على وطننا وشعبنا اليمني، من قبل مملكة بني سعود والمتحالفين معها من إمارات الخليج وأنظمة الشر العربي والعالمي، تحت مبرر إعادة الشرعية للفار هادي وحكومته في فنادق الرياض.
قُتل وأصيب مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني، غالبيتهم من النساء والأطفال، وشرد مئات الآلاف من منازلهم جراء قصف الطائرات والبوارج والسفن الحربية التابعة لتحالف العدوان السعودي، وجراء الحرب التي أشعلوها بين أبناء الشعب اليمني باسم الشرعية.
استخدموا كل أنواع الأسلحة الحديثة والمتطورة، ومنها المحرمة دولياً، لقتل الشعب اليمني وتدمير مقدراته التنموية والخدمية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.. ارتكبوا مجازر وحشية وجرائم حرب وإبادة جماعية باستهدافهم التجمعات السكانية والأسواق وحفلات الأعراس والمدارس والجامعات والكليات والمعاهد والمساجد والمطارات والموانئ والجسور في الطرقات العامة والمنشآت الرياضية والمصانع والمؤسسات الخدمية والمخازن الخاصة بالمواد التموينية والنفطية والمعسكرات والكليات والمعاهد والمنشآت العسكرية والأمنية، لإجبار الشعب اليمني وقواته المسلحة والأمنية على الاستسلام ورفع الراية البيضاء، وراهنوا على ذلك، ولكنهم اكتشفوا أن رهانهم خاسر، وأن حساباتهم كانت خاطئة، فبعد عام و5 أشهر من بدء عدوانهم الهمجي الغاشم وحصارهم الجائر، ها هم أبناء الشعب اليمني العظيم صامدون صمود عيبان ونقم وعطان، وثابتون تبات جبال اليمن الشماء.. وهاهم أبطال الجيش واللجان الشعبية يدكون مواقعهم ومعسكراتهم في جيزان وعسير ونجران، ويلقنون جيوشهم هناك وقواتهم الغازية ومرتزقتهم المحليين والأجانب من شركتي (بلاك ووتر وداين جروب) الأمريكيتين والجماعات الإراهبية من تنظيمي داعش والقاعدة والجماعات السلفية المتطرفة، دروساً قاسية في حب الوطن والذود عن سيادته واستقلاله، في مأرب والجوف وشبوة والبيضاء والضالع ولحج وتعز، رغم الفارق الكبير في العدد والعتاد العسكري، والغطاء الجوي المكثف لطائراتهم الحربية والعمودية والأباتشي.
حشد حكام مملكة بني سعود كل إمكاناتهم العسكرية والمالية والسياسية والإعلامية، وشكلوا حلفاً عسكرياً من 9 دول عربية، مدعوماً من قبل أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ودول إسلامية وأجنبية عدة، لشن عدوانهم الهمجي على وطننا وشعبنا اليمني، واشتروا بأموالهم مواقف الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان العالمي والمنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية، وحشدوا أكبر هالة إعلامية للتغطية على جرائمهم الوحشية وحرب الإبادة الجماعية في حق الشعب اليمني وتبريرها وعكس الحقائق والوقائع والأحداث لصالحهم.. ومع ذلك لم يستطيعوا أن يجبروا أبناء الشعب اليمني الأحرار على الركوع والاستسلام، ولن يستطيعوا ولو استمروا في عدوانهم وحصارهم أعواماً عدة.
على حكام مملكة بني سعود وحلفائهم في إمارات الخليج وأنظمة الشر العربي والعالمي، أن يدركوا أنهم لن يستطيعوا فرض أجندتهم على الشعب اليمني، وإجبارهم على الخنوع والركوع والاستسلام، ولذلك فإنه يتوجب عليهم إعادة حساباتهم، ووقف مغامراتهم الطائشة والمجنونة، والتي كلفتهم ما لم يكن في حسبانهم.. عليهم أن يدركوا جيداً أنه لا شرعية لمن خان وطنه وتآمر عليه، واستدعى الأجنبي والغزاة والمرتزقة للعدوان عليه وانتهاك سيادته وتدنيس أرضه وتدمير مقدراته وقتل أبناء شعبه.. فلا شرعية لهادي المنتهية ولايته أصلاً، ولا لمن هم معه في فنادق الرياض.. الشرعية هي للشعب اليمني، وهو وحده من يمتلك الحق في منحها لمن يريد، ولا يمكن أن يقبل بأن تفرض عليه شرعية من خانوا الأمانة والوطن، وتسببوا في إزهاق الأرواح البريئة وسفك الدماء الزكية، لا من الرياض أو الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

أترك تعليقاً

التعليقات