هادي ومؤامرة تمزيق اليمن
 

محمد عبده سفيان

أعتقد بأنه لم يعد خافياً على أبناء الشعب اليمني حقيقة وأبعاد العدوان الذي تشنه مملكة بني سعود وحلفاؤها في عاصفة (الجرم) من دول الشر العربي والعالمي، فها هي الحقائق تتكشف يوماً بعد آخر منذ اليوم الأول لبدء العدوان في مارس العام الماضي 2015م، فقد صرح وزير خارجية خادم الصهيونية (سلمان) عادل الجبير، من أمريكا، بأنه تم الإعداد والتحضير لشن العدوان على اليمن قبل أشهر عدة، بالتنسيق مع الأمريكان، وتم اتخاذ القرار في اللحظة الأخيرة، ورغم ذلك ما زالت الدول المشاركة في تحالف العدوان السعودي الأمريكي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، يصرون على أن العدوان البربري الغاشم والحصار الجائر على الشعب اليمني هو من أجل إعادة الشرعية للرئيس المؤقت الذي انتهت فترة رئاسته المحددة بعامين من فبراير 2012 وحتى فبراير 2014م، وفترة التمديد المحددة بعام واحد، وقدم استقالته هو وحكومته في 21 يناير 2015م، وفروا إلى السعودية التي تقود تحالف العدوان على وطنهم وشعبهم.
عام و9 أشهر مضت على بدء العدوان الذي يستهدف كل أبناء الشعب اليمني دون استثناء، ويستهدف كل مقدرات الوطن التنموية والخدمية والاقتصادية والتعليمية والأمنية والعسكرية، والمؤسف أن هناك من أبناء اليمن من يتلقون الأموال والأسلحة من مملكة بني سعود وإمارات الخليج لقتال إخوانهم وأبناء وطنهم أبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية والمتطوعين من أبناء القبائل، جنباً إلى جنب مع تحالف العدوان وقواتهم الغازية (السعودية والإماراتية والسودانية) ومع الجماعات المتطرفة والتكفيرية وتنظيمي القاعدة وداعش.
من المؤسف أن اليمنيين الذين يقاتلون إلى جانب العدوان على وطنهم وشعبهم باسم إعادة الشرعية بقيادة الفار هادي، ما يزالون في غيهم سادرين رغم انكشاف المؤامرة القذرة التي يقودها الخائن هادي لتمزيق اليمن، فإذا كانوا لا يعلمون فتلك مصيبة، وإن كان يعلمون فالمصيبة أعظم، فالخائن هادي وأسياده حكام مملكة بني سعود وإمارات الخليج عمدوا إلى تفجير الحرب في البلاد لإيجاد المبرر للعدوان والتدخل المباشر في الشؤون الداخلية لليمن وانتهاك سيادته واستقلاله وتنفيذ مخطط تمزيق الوطن اليمني أرضاً وإنساناً، ولعل ذلك يتجلى عملياً من خلال التعيينات للبعثات الدبلوماسية لدى الكثير من الدول الشقيقة والصديقة والتعيينات في المناصب العسكرية والأمنية والتنفيذية في المحافظات الجنوبية والشرقية، فقد تمت على أساس مناطقي، حيث حصرها على قيادات جنوبية انفصالية، كما تم طرد المواطنين ومنتسبي الجيش والأمن المنتمين إلى المحافظات الشمالية من المحافظات الجنوبية، وهذا يؤكد فعلاً وبالدليل القاطع أن هادي وأسياده قادة دول تحالف العدوان السعودي الخليجي الأمريكي يعملون على قدم وساق لتكريس الانفصال بإقامة دولة في الجنوب تحت الوصاية الإماراتية السعودية، وإشعال حروب طاحنة لا نهاية لها في الشمال وصولاً إلى تمزيق اليمن إلى دويلات عدة على أساس طائفي ومذهبي ومناطقي، لتظل متصارعة متناحرة لا تقوم لها قائمة.
ولذلك فإنه يتوجب على كل أبناء الشعب اليمني الوطنيين الشرفاء والوحدويين بمختلف توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية والحزبية، العمل على وقف الحرب الداخلية التي بوقفها ستنتهي ذريعة استمرار العدوان السعودي، والعمل على تحقيق المصالحة الشاملة وتعميق اللحمة الوطنية وتوحيد الجبهة الداخلية ورص الصفوف ضد مؤامرة تقسيم وتمزيق اليمن أرضاً وإنساناً.. وعلى أولئك الذين يقفون إلى جانب العدوان ضد وطنهم وشعبهم، العودة إلى جادة الصواب والاستفادة من قرار العفو العام.
عليهم أن يدركوا حجم المؤامرة وأن العدوان لن يستمر إلى ما لا نهاية، والأموال والأسلحة التي يتلقونها لن تستمر في التدفق إليهم، فعاجلاً أم آجلاً ستتوقف.

أترك تعليقاً

التعليقات