رفعت الأقلام وجفت الصحف
- د. أحمد المؤيد الجمعة , 12 يـولـيـو , 2024 الساعة 7:38:53 PM
- 0 تعليقات
أحمد المؤيد / لا ميديا -
أُعطي النظام السعودي أكثر من فرصة، وأُحسن الظن به كثيراً، وأُرسلت له رسائل مختلفة من القيادة الثورية تارةً والقيادة السياسية تارة أخرى.
تم إيقاف القصف مرات وهو في أوجه، كرسالة سلام أن اليمن يدافع عن نفسه ولا يحبذ الانخراط في صراع بوصلته خاطئة، إذ يجب توجيهها إلى عدو الأمة وعدم تشتيت الجهود.
تحملت صنعاء الكثير من العتب الشعبي الذي وصل حد الغضب، الذي اعتبر أن النظام السعودي يبيع الوهم، ويستخف بحكومة صنعاء، كل ذلك الصبر وتلك الجهود كان النظام السعودي يلتقطها بشكل خاطئ.
غروره ونظرته الدونية لليمن وعدم قدرته على التحرر من الإملاءات الأمريكية، كل ذلك جعله يفكر بالخروج من الأزمة، عن طريق محاولة إدارة الأزمة والتنصل عن أنه السبب الرئيسي فيها، ليبقى اليمن في عين العاصفة والسعودي يراقب من بعيد.
غضت صنعاء الطرف أيضاً عن هذه الجزئية، إشباعاً لغروره، علّه يتوقف ويترك العبث بالشأن اليمني، ولكنه استمر.
لكن يبدو أن الصبر نفد، والقلوب بلغت الحناجر، والكيل قد طفح.
جاء الحج كمناسبة تختبر فيها النوايا، فما كان من النظام السعودي إلا أن أوعز إلى عملائه تغيير مسار الرحلات، بدل أن تكون إلى صنعاء تم تحويلها لتذهب إلى عدن.
فتم إيقاف حركة الطيران من قبل صنعاء، وبتهديد مبطن. تراجع السعودي عن حركته الغبية، ثم جاءت مفاوضات الأسرى، وكانت فرصة لإظهار حسن النوايا، ولكن أيضا رسب النظام السعودي في الاختبار وأضاع الفرصة.
وأخيراً، وجدت صنعاء نفسها مدفوعة للمواجهة، ومجبرة على اتخاذ موقف دفاعي، نتيجة هذا العدوان متعدد الأشكال.
اليوم، النظام السعودي بغبائه بات في أصعب حالاته، فإن غيّر سلوكه فسيظهر أنه لم يغيّره إلا بعد التهديد، وهذا أمر لن ينساه أحد؛ وإن عاد للمواجهة فسيواجه وضعاً عسكرياً جديداً سينسف كل مقدراته ويجعل خسائره تفوق مكاسبه مئات المرات.
وبات النظام السعودي بين السندان الأمريكي والمطرقة اليمنية، و"عقله في راسه يعرف خلاصه".
المصدر د. أحمد المؤيد
زيارة جميع مقالات: د. أحمد المؤيد