رسالة لابن سعود:هل أنت أهم لأمريكا أم «إسرائيل»؟
- د. أحمد المؤيد السبت , 25 أكـتـوبـر , 2025 الساعة 1:25:34 AM
- 0 تعليقات

أحمد المؤيد / لا ميديا -
إلى ابن سعود.. قبل أن تغرق أكثر في أوهام التحالف مع واشنطن، وقبل أن تظن للحظة أن أمريكا ستقف معك حتى النهاية، اسأل نفسك هذا السؤال البسيط: إذا كانت أمريكا قد تخلّت عن «إسرائيل».. فهل ستقف بجانبك أنت؟
عندما دخلت أمريكا مباشرة في مواجهة مع اليمن دفاعاً عن «إسرائيل»، لم يكن ذلك حباً في «تل أبيب»، بل هوساً بحماية هيبتها كإمبراطورية تتظاهر بأنها لا تُهان.
ولكن حين اكتشفت أن الدخول إلى معركة البحر الأحمر يعني نزيفاً بلا نهاية.. وحين بدأت قطعها البحرية تُضرب، وجنودها يُقتلون، وطائراتها تسقط، وكرامتها العسكرية تُصفع على يد شعب محاصر منذ 10 سنوات.. انسحبت...
انسحبت أمريكا من البحر الأحمر، وتركت «إسرائيل» وحدها تواجه الحصار اليمني، وتركت سفنها التجارية تجري تائهة تبحث عن طريق بديل حول أفريقيا.
لماذا؟ لأن أمريكا ببساطة لا تقاتل عندما تشعر بأن مصالحها هي التي تنزف.
هذه هي أمريكا يا ابن سعود.. لا تعرف الحلفاء، بل تعرف لغة واحدة: المصلحة.. و»إسرائيل» التي تسميها واشنطن «الحليف الأبدي» اكتشفت الحقيقة المؤلمة: هي ليست سوى عبء مؤقت على الإمبراطورية، ولن تُحمى إلا إذا كان ثمن حمايتها أقل من تكلفة التخلي عنها.. وعندما يصبح البقاء معها مكلفاً.. يتم التخلص منها بهدوء.
فاسأل نفسك الآن: إذا كانت أمريكا قد رفعت يدها عن «إسرائيل» تدريجياً رغم أنها كانت تعتبرها «أهم قاعدة متقدمة لها في الشرق الأوسط».. فهل ستغامر لأجلك أنت؟
وهل ستقاتل لأجل عرشك؟ هل ستخوض حرباً مع اليمن من أجلك؟ هل ستضع نفسها في مواجهة مباشرة تتهدد فيها مصالحها بشكل مباشر إشباعاً لرغباتك في الهيمنة؟ أنت تعرف الإجابة، لكنك تخشاها.
افهمها قبل فوات الأوان: أمريكا لا تشتري الرجال.. هي تشتري فقط من يقبل أن يكون عبداً.. وحين تنتهي صلاحية العبد تستبدله.
اقرأ التاريخ: شاه إيران كان «رجل واشنطن الأول»، فسقط.. حتى نتنياهو اليوم يتم تهشيمه.. لأنه أصبح عبئاً.. فلا تخدع نفسك.. يوم تسقط، ستكون أمريكا أول من يبيعك.
والمشهد يتكرر.. فقط الأغبياء هم من لا يقرؤونه.










المصدر د. أحمد المؤيد
زيارة جميع مقالات: د. أحمد المؤيد